responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 341

أبلغ من الخيانة كالاكتساب أبلغ من الكسب، و لهذا قالوا في قوله تعالى «لَهٰا مٰا كَسَبَتْ وَ عَلَيْهٰا مَا اكْتَسَبَتْ» [1] دلالة على مزيد عناية اللّه تعالى بالعباد حيث أثبت لهم الأجر بمجرّد الاكتساب، و لم يثبت العقاب إلّا بالاكتساب الّذي هو أبلغ منه، و يمكن أن يكون الوجه في ذلك أنّ النفس إنّما تعمل المعاصي بالميل و الشهوة و السعي فهي أعمل و أجدّ في المعصية بخلاف الطاعة.

«فَتٰابَ عَلَيْكُمْ» قبل توبتكم عمّا صدر منكم إن تبتم عمّا فعلتم، «وَ عَفٰا عَنْكُمْ» و محي عنكم ذنوب ما فعلتم من المحرّم، و فيه دلالة على قبول التوبة سمعا لأنّه تعالى أخبر بذلك.

«فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ» يعنى لمّا جوّزنا لكم ذلك و رفضنا عنكم التحريم فافعلوا ما نهيناكم عنه من المباشرة و هي كناية عن الجماع، و أصلها إلزاق البشرة بالبشرة، و فيه دلالة على جواز نسخ السنّة بالقرآن كما هو قول أكثر الأصوليين، و منع البعض ضعيف لا وجه له، و الأمر فيه للإباحة و إن كان مقتضى الأمر الوجوب و إن كان بعد الحظر على ما أشرنا إليه سابقا.

«وَ ابْتَغُوا مٰا كَتَبَ اللّٰهُ لَكُمْ» و اطلبوا ما قسّمه اللّه لكم و أثبته في اللوح المحفوظ من الولد بتلك المباشرة: أي لا تباشروا لقضاء الشهوة وحدها و إعطاء النفس حقّها فإنّ ذلك أمر يشارككم فيه غيركم من الحيوانات العجم بل ينبغي أن يكون غرضكم بذلك ابتغاء ما وضع اللّه له النكاح، و هو التناسل و حصول ولد يعبد اللّه و يسبّحه فإنّ ذلك هو الغرض الأصليّ من خلق الشهوة، و شرع النكاح.

و يحتمل أن يكون المراد و اطلبوا في جميع أموركم من أرزاقكم و أزواجكم و أولادكم ما كتب اللّه لكم: أي اقصدوا الّذي قدّره و رضيه لكم لا غيره فإنّكم تتعبون في تحصيله و قد لا يحصل، و قيل: المراد النهي عن العزل في الحرائر، و ربّما


[1] البقرة 286.

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست