responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 340

الطعام و الشراب و النساء إلى القابلة. ثمّ إنّ عمر واقع أهله بعد صلاة العشاء الآخرة فلمّا اغتسل لام نفسه فأتى النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) و اعتذر إليه من نفسه الخاطئة و أخبره بما فعل فقال (صلّى اللّه عليه و آله): ما كنت جديرا بذلك يا عمر. فقام رجال فاعترفوا بما كانوا صنعوا بعد العشاء فنزلت.

«و لا يخفى عليك أنّ الإقدام على المحرّم من مثله بشهادة صاحبيه كاف في اتّصافه بالفسق مع اعترافهما عند قوله «وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ» [1] الآية بأنّ الفاسق لا يصلح للإمامة على ما مرّ [2] و ليلة الصيام الليلة الّتي يصبح فيها صائما، و الرفث كناية عن الجماع لأنّه لا يخلوا من رفث، و هو الإفصاح بما يجب أن يكنى عنه، و عدّى بإلى لتضمّنه معنى الإفضاء، و لعلّ التعبير بالرفث الدالّ على معنى القبيح دون غيره من الألفاظ كما وقع في غيرها من الآيات للإشارة إلى تقبيح ما ارتكبوه قبل الإباحة كما سمّاه اختيانا لذلك.

«هُنَّ لِبٰاسٌ لَكُمْ وَ أَنْتُمْ لِبٰاسٌ لَهُنَّ» استيناف بيّن فيه سبب الإخلال و هو قلّة الصبر عنهنّ و صعوبة اجتنابهنّ لما بينكم و بينهنّ من كثرة المخالطة و شدّة الملابسة، و الكلام على التمثيل شبّه حال الرجل و المرأة بسبب اعتناقهما و اشتمال كلّ واحد منهما على صاحبه في عناقه بحال اللباس المشتمل على صاحبه.

«عَلِمَ اللّٰهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتٰانُونَ أَنْفُسَكُمْ» تظلمونها بتعريضها للعقاب و تنقيص حظّها [3] من الثواب بسبب كثرة الميل و الشهوة، و قلّة التدبّر في العواقب، و الاختيان


[1] البقرة 124.

[2] انظر ص 117 من هذا الجزء.

[3] قال السيد الشريف الرضى في ص 12 من تلخيص البيان ط بغداد:

و هذه استعارة لان خيانة الإنسان نفسه لا تصح على الحقيقة، و إنما المراد أنه سبحانه خفف عنهم التكليف في ليال القيام بأن أباحهم فيها مع أكل الطعام و شرب الشراب الإفضاء إلى النساء و لو منعهم من ذلك لعلم أن كثيرا منهم يخلع عذار الصبر و يضعف عن مغالبة النفس فيواقع المعصية بفعل ما حضر عليه من غشيان النساء فيكون قد كسب على نفسه العقاب و نقصها الثواب فكأنه قد خانها نفى المنافع عنها و جر المضار إليها، و أصل الخيانة في كلامهم النقص فعلى هذا الوجه تحمل خيانة النفس انتهى كلامه- (قدّس سرّه).

نام کتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام نویسنده : الفاضل الكاظمي    جلد : 1  صفحه : 340
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست