نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 393
(1) - طابت أنفسهم عن الفيء فقال} «وَ اَلَّذِينَ تَبَوَّؤُا اَلدََّارَ» يعني المدينة و هي دار الهجرة تبوأها الأنصار قبل المهاجرين و تقدير الآية و الذين تبوأوا الدار من قبلهم «وَ اَلْإِيمََانَ» لأن الأنصار لم يؤمنوا قبل المهاجرين و عطف الإيمان على الدار في الظاهر لا في المعنى لأن الإيمان ليس بمكان يتبوأ و التقدير و آثروا الإيمان و قيل «مِنْ قَبْلِهِمْ» أي من قبل قدوم المهاجرين عليهم و قيل معناه قبل إيمان المهاجرين و المراد به أصحاب ليلةالعقبة و هم سبعون رجلا بايعوا رسول الله ص على حرب الأبيض و الأحمر «يُحِبُّونَ مَنْ هََاجَرَ إِلَيْهِمْ» لأنهم أحسنوا إلى المهاجرين و أسكنوهم دورهم و أشركوهم في أموالهم «وَ لاََ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حََاجَةً مِمََّا أُوتُوا» أي لا يجدون في قلوبهم حسدا و حزازة و غيظا مما أعطي المهاجرون دونهم من مال بني النضير «وَ يُؤْثِرُونَ عَلىََ أَنْفُسِهِمْ» أي و يؤثرون المهاجرين و يقدمونهم على أنفسهم بأموالهم و منازلهم «وَ لَوْ كََانَ بِهِمْ خَصََاصَةٌ» أي فقر و حاجة بين سبحانه أن إيثارهم لم يكن عن غنى عن المال و لكن كان عن حاجة فيكون ذلك أعظم لأجرهم و ثوابهم عند الله و يروى أن أنس بن مالك كان يحلف بالله تعالى ما في الأنصار بخيل و يقرأ هذه الآية «وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ» أي و من يدفع عنه و يمنع عنه بخل نفسه «فَأُولََئِكَ هُمُ اَلْمُفْلِحُونَ» أي المنجحون الفائزون بثواب الله و نعيم جنته و قيل من لم يأخذ شيئا نهاه الله عنه و لم يمنع شيئا أمره الله بأدائه فقد وقى شح نفسه عن ابن زيد و قيل شح النفس هو أخذ الحرام و منع الزكاة عن سعيد بن جبير و في الحديث لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب رجل مسلم و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في جوف رجل مسلم و قيل في موضع قوله «وَ اَلَّذِينَ تَبَوَّؤُا اَلدََّارَ» قولان (أحدهما) أنه رفع على الابتداء و خبره «يُحِبُّونَ مَنْ هََاجَرَ إِلَيْهِمْ» إلى آخره لأن النبي ص لم يقسم لهم شيئا من الفيء إلا لرجلين أو لثلاثة على اختلاف الرواية فيه (و الآخر) أنه في موضع جر عطفا على الفقراء المهاجرين و على هذا فيكون قوله «يُحِبُّونَ مَنْ هََاجَرَ إِلَيْهِمْ» و ما بعده في موضع نصب على الحال ثم ثلث سبحانه بوصف التابعين فقال} «وَ اَلَّذِينَ جََاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ» يعني من بعد المهاجرين و الأنصار و هم جميع التابعين لهم إلى يوم القيامة عن الحسن و قيل هم كل من أسلم بعد انقطاع الهجرة و بعد إيمان الأنصار عن الأصم و أبي مسلم و الظاهر أن المراد و الذين خلفوهم و يجوز أن يكون المراد من بعدهم في الفضل و قد يعبر بالقبل و البعد عن الفضل كقول النبي ص نحن الآخرون السابقون أي الآخرون في الزمان السابقون في الفضل «يَقُولُونَ رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنََا وَ لِإِخْوََانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونََا بِالْإِيمََانِ» أي
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 393