responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 37

(1) - و قال آخر:

سعد بن زيد إذا أبصرت فضلهم # ما إن كمثلهم في الناس من أحد

و قيل معناه إنه لو قدر الله تعالى مثل لم يكن لذلك المثل مثل لما تقرر في العقول أن الله تعالى متفرد بصفات لا يشاركه فيها غيره فلو كان له مثل لتفرد بصفات لا يشاركه فيها غيره فكان هو الله و قد دل الدليل على أنه ليس مع الله إله آخر و قيل: فيه حذف مضاف و مثل بمعنى الصفة تقديره ليس كصاحب صفته شي‌ء و صاحب صفته هو أي ليس كهو شي‌ء و الوجه هو الأول «وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ» لما نفي أن يكون له نظير و شبيه على وجه من الوجوه بين أنه مع ذلك سميع بصير فإنما المدحة في أنه لا مثل له مع كونه سميعا بصيرا لجميع المسموعات و المبصرات‌} «لَهُ مَقََالِيدُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي مفاتيح أرزاق السماوات و الأرض و أسبابها فتمطر السماء بأمره و تنبت الأرض بإذنه عن مجاهد و قيل معناه خزائن السماوات و الأرض عن السدي «يَبْسُطُ اَلرِّزْقَ لِمَنْ يَشََاءُ وَ يَقْدِرُ» أي يوسع الرزق لمن يشاء و يضيق على من يشاء على ما يعلمه من المصالح للعباد «إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ» فيفعل ذلك بحسب المصالح ثم خاطب سبحانه خلقه فقال‌} «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ اَلدِّينِ مََا وَصََّى بِهِ نُوحاً » أي بين لكم و نهج و أوضح من الدين و التوحيد و البراءة من الشرك ما وصى به نوحا «وَ اَلَّذِي أَوْحَيْنََا إِلَيْكَ» أي و هو الذي أوحينا إليك يا محمد «وَ» و هو «مََا وَصَّيْنََا بِهِ إِبْرََاهِيمَ وَ مُوسى‌ََ وَ عِيسى‌ََ » ثم بين ذلك بقوله «أَنْ أَقِيمُوا اَلدِّينَ وَ لاََ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ» و إقامة الدين التمسك به و العمل بموجبه و الدوام عليه و الدعاء إليه و لا تتفرقوا أي و لا تختلفوا فيه و ائتلفوا فيه و اتفقوا و كونوا عباد الله إخوانا «كَبُرَ عَلَى اَلْمُشْرِكِينَ مََا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ» من توحيد الله و الإخلاص له و رفض الأوثان و ترك دين الآباء لأنهم قالوا أَ جَعَلَ اَلْآلِهَةَإِلََهاً وََاحِداً و معناه ثقل عليهم و عظم اختيارنا لك بما تدعوهم إليه و تخصيصك بالوحي و النبوة دونهم «اَللََّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشََاءُ» أي ليس إليهم الاختيار لأن الله يصطفي لرسالته من يشاء على حسب ما يعلم من قيامه بأعباء الرسالة و تحمله لها فاجتباك الله لها كما اجتبى من قبلك من الأنبياء و قيل معناه الله يصطفي من عباده لدينه من يشاء «وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ» أي و يرشد إلى دينه من يقبل إلى طاعته و هذا كقوله‌ وَ اَلَّذِينَ اِهْتَدَوْا زََادَهُمْ هُدىً و قيل يهدي إلى جنته و ثوابه من يرجع إليه بالنية و الإخلاص ثم قال‌} «وَ مََا تَفَرَّقُوا إِلاََّ مِنْ بَعْدِ مََا جََاءَهُمُ اَلْعِلْمُ» معناه و إن هؤلاء الكفار لم يختلفوا عليك‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست