responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 366

(1) - و رهبانية ما كتبناها عليهم «إِلاَّ» إنهم اتبعوها «اِبْتِغََاءَ رِضْوََانِ اَللََّهِ فَمََا رَعَوْهََا حَقَّ رِعََايَتِهََا» و قيل أن الرهبانية التي ابتدعوها لحاقهم بالبراري و الجبال في خبر مرفوع عن النبي ص فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها و ذلك لتكذيبهم بمحمد ص عن ابن عباس و قيل إن الرهبانية هي الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة «مََا كَتَبْنََاهََا» أي ما فرضناها عليهم و قال الزجاج إن تقديره ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله و ابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر به فهذا وجه قال و فيهاوجه آخر جاء في التفسير أنهم كانوا يرون من ملوكهم ما لا يصبرون عليه فاتخذوا أسرابا و صوامع و ابتدعوا ذلك فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع و دخلوا عليه لزمهم تمامه كما أن الإنسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه قال و قوله «فَمََا رَعَوْهََا حَقَّ رِعََايَتِهََا» على ضربين (أحدهما) أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (و الآخر) و هو الأجود أن يكونوا حين بعث النبي ص فلم يؤمنوا به كانوا تاركين لطاعة الله فما رعوا تلك الرهبانية حق رعايتها و دليل ذلك قوله «فَآتَيْنَا اَلَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ» يعني الذين آمنوا بالنبي ص «وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فََاسِقُونَ» أي كافرون انتهى كلام الزجاج و يعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود قال كنت رديف رسول الله ص على حمار فقال يا ابن أم عبد هل تدري من أين أحدثت بنو إسرائيل الرهبانية فقلت الله و رسوله أعلم فقال ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى يعملون بمعاصي الله فغضب أهل الإيمان فقاتلوهم فهزم أهل الإيمان ثلاث مرات‌فلم يبق منهم إلا القليل فقالوا إن ظهرنا لهؤلاء أفنونا و لم يبق للدين أحد يدعو إليه فتعالوا نتفرق في الأرض إلى أن يبعث الله النبي الذي وعدنا به عيسى (ع) يعنون محمدا ص فتفرقوا في غيران الجبال و أحدثوا رهبانية فمنهم من تمسك بدينه و منهم من كفر ثم تلا هذه الآية «وَ رَهْبََانِيَّةً اِبْتَدَعُوهََا مََا كَتَبْنََاهََا عَلَيْهِمْ» إلى آخرها ثم قال يا ابن أم عبد أ تدري ما رهبانية أمتي قلت الله و رسوله أعلم قال الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و عن ابن مسعود قال دخلت على النبي ص فقال يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنتين و سبعين فرقة نجا منها اثنتان و هلك سائرهن فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى (ع) فقتلوهم و فرقة لم تكن لهم طاقة لموازاة الملوك و لا أن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله تعالى و دين عيسى (ع) فساحوا في البلاد و ترهبوا و هم الذين قال الله لهم «وَ رَهْبََانِيَّةً اِبْتَدَعُوهََا مََا كَتَبْنََاهََا عَلَيْهِمْ» ثم قال النبي ص من آمن بي و صدقني و اتبعني فقد رعاها حق رعايتها و من لم يؤمن بي فأولئك هم الهالكون‌ ثم قال سبحانه‌} «يََا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا» أي اعترفوا بتوحيد الله و صدقوا بموسى و عيسى (ع) «اِتَّقُوا اَللََّهَ وَ آمِنُوا بِرَسُولِهِ» محمد ص عن ابن عباس و قيل معناه يا أيها الذين آمنوا ظاهرا آمنوا باطنا «يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ» أي يؤتكم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست