responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 358

(1) - و اليقين و الإخلاص في طول صحبة الكتاب عن محمد بن كعب .

المعنى‌

ثم دعاهم سبحانه إلى الطاعة بقوله «أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا» أي أ ما حان للمؤمنين «أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ» أي ترق و تلين قلوبهم «لِذِكْرِ اَللََّهِ» أي لما يذكرهم الله به من مواعظه «وَ مََا نَزَلَ مِنَ اَلْحَقِّ» يعني القرآن و من شدد فالمراد و ما نزله الله من الحق «وَ لاََ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتََابَ» من اليهود و النصارى «مِنْ قَبْلُ فَطََالَ عَلَيْهِمُ اَلْأَمَدُ» أي طال الزمان بينهم و بين أنبيائهم و قيل طال عليهم الأمد للجزاء أي لم يعاجلوا بالجزاء فاغتروا بذلك‌ «فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ» أي فغلظت قلوبهم و زال خشوعها و مرنوا على المعاصي و اعتادوها و قيل طالت أعمارهم و ساءت أعمالهم فقست قلوبهم و ينبغي أن يكون هذا متوجها إلى جماعة مخصوصة لم يوجد منهم الخشوع التام فحثوا على الرقة و الخشوع فأما من وصفهم الله تعالى بالخشوع و الرقة و الرحمة فطبقة من المؤمنين فوق هؤلاء عن الزجاج و من كلام عيسى (ع) لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله و لا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب و انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد و الناس رجلان مبتلى و معافى فارحموا أهل البلاء و احمدوا الله على العافية «وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فََاسِقُونَ» أي خارجون عن طاعة الله تعالى إلى معصيته أي فلا تكونوا مثلهم فيحكم الله فيكم بمثل ما حكم فيهم ثم قال‌} «اِعْلَمُوا أَنَّ اَللََّهَ يُحْيِ اَلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا» أي يحييها بالنبات بعد اليبس و الجدوبة أي فكذلك يحيي الكافربالهدى إلى الإيمان بعد موته بالضلال و الكفر بأن يلطف له ما يؤمن عنده و قيل معناه أن الله يلين القلوب بعد قسوتها بالألطاف و التوفيقات «قَدْ بَيَّنََّا لَكُمُ اَلْآيََاتِ» أي الحجج الواضحات و الدلائل الباهرات «لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» فترجعون إلى طاعتنا و تعملون بما أمرناكم به‌} «إِنَّ اَلْمُصَّدِّقِينَ وَ اَلْمُصَّدِّقََاتِ» قد مضى الوجه في اختلاف القراءتين و معناهما «وَ أَقْرَضُوا اَللََّهَ قَرْضاً حَسَناً» أي و أنفقوا في وجوه الخير «يُضََاعَفُ لَهُمْ» ذلك القرض الحسن أي يجازون أمثال ذلك «وَ لَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ» مر معناه‌} «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا بِاللََّهِ وَ رُسُلِهِ» أي صدقوا بتوحيد الله و أقروا بنبوة رسله «أُولََئِكَ هُمُ اَلصِّدِّيقُونَ» قال مجاهد كل من‌آمن بالله و رسله فهو صديق و شهيد و قرأ هذه الآية و الصديق الكثير الصدق المبالغ فيه و هو اسم مدح و تعظيم «وَ اَلشُّهَدََاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ» أي و أولئك الشهداء عند ربهم و التقدير أولئك الصديقون عند ربهم و الشهداء عند ربهم ثم قال‌ «لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ» أي لهم ثواب طاعاتهم و نور إيمانهم الذي يهتدون به إلى طريق الجنة و هذا قول عبد الله بن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست