نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 355
(1) - خرجوا من قبورهم اختلطوا فيسعى المنافقون في نور المؤمنين فإذا ميزوا بقوا في الظلمة فيستغيثون و يقولون هذا القول «قِيلَ» أي فيقال للمنافقين «اِرْجِعُوا وَرََاءَكُمْ» أي ارجعوا إلى المحشر حيث أعطينا النور «فَالْتَمِسُوا نُوراً» فيرجعون فلا يجدون نورا عن ابن عباس و ذلك أنه قال تغشى الجميع ظلمة شديدة ثم يقسم النور و يعطى المؤمن نورا و يترك الكافر و المنافق و قيل معنى قوله «اِرْجِعُوا وَرََاءَكُمْ» ارجعوا إلى الدنيا إن أمكنكم فاطلبوا النور منها فإنا حملنا النور منها بالإيمان و الطاعات و عند ذلك يقول المؤمنون ربنا أتمم لنا نورنا «فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ» أي ضرب بين المؤمنين و المنافقين سور و الباء مزيدة لأن المعنى حيل بينهم و بينهم بسور و هو حائط بين الجنة و النار عن قتادة و قيل هو سور على الحقيقة «لَهُ بََابٌ» أي لذلك السور باب «بََاطِنُهُ فِيهِ اَلرَّحْمَةُ وَ ظََاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ» أي من قبل ذلك الظاهر «اَلْعَذََابُ» و هو النار و قيل باطنه أي باطن ذلك السور فيه الرحمة أي الجنة التي فيها المؤمنون و ظاهره أي و خارج السور من قبله يأتيهم العذاب يعني أن المؤمنين يسبقونهم و يدخلون الجنة و المنافقون يجعلون في النار و العذاب و بينهم السور الذي ذكره الله «يُنََادُونَهُمْ» أي ينادي المنافقون المؤمنين «أَ لَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ» في الدنيا نصوم و نصلي كما تصومون و تصلون و نعمل كما تعملون «قََالُوا بَلىََ» أي يقول المؤمنون لهم بلى كنتم معنا «وَ لََكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ» أي استعملتموها في الكفر و النفاق و كلها فتنة و قيل معناه تعرضتم للفتنة بالكفر و الرجوع عن الإسلامو قيل معناه أهلكتم أنفسكم بالنفاق «وَ تَرَبَّصْتُمْ» بمحمد ص الموت و قلتم يوشك أن يموت فنستريح منه عن مقاتل و قيل تربصتم بالمؤمنين الدوائر «وَ اِرْتَبْتُمْ» أي شككتم في الدين «وَ غَرَّتْكُمُ اَلْأَمََانِيُّ» التي تمنيتموها بأن تعود الدائرة على المؤمنين «حَتََّى جََاءَ أَمْرُ اَللََّهِ» أي الموت و قيل إلقاؤهم في النار عن قتادة و قيل جاء أمر الله في نصرة دينه و نبيه و غلبته إياكم «وَ غَرَّكُمْ بِاللََّهِ اَلْغَرُورُ» يعني الشيطان غركم بحلم الله و إمهاله و قيل الغرور الدنيا} «فَالْيَوْمَ لاََ يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ» أيها المنافقون أي بدل بأن تفدوا أنفسكم من العذاب «وَ لاََ مِنَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» أي و لا من سائر الكفار الذين أظهروا الكفر «مَأْوََاكُمُ اَلنََّارُ» أي مقركم و موضعكم الذي تأوون إليه النار «هِيَ مَوْلاََكُمْ» أي هي أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب و المعنى أنها هي التي تلي عليكم لأنها قد ملكت أمركم فهي أولى بكم من كل شيء «وَ بِئْسَ اَلْمَصِيرُ» أي بئس المأوى و المرجع الذي تصيرون إليه.
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 355