نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 311
(1) - ذلك يوم القيامة «يُرْسَلُ عَلَيْكُمََا» أي يرسل على من أشرك منكما و قد جاء في الخبر يحاط على الخلق بالملائكة بلسان من نار ينادون «يََا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ» إلى قوله «يُرْسَلُ عَلَيْكُمََا شُوََاظٌ مِنْ نََارٍ» و روى مسعدة بن صدقة عن كليب قال كنا عند أبي عبد الله (ع) فأنشأ يحدثنا فقال إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد و ذلك أنه يوحي إلى السماء الدنيا أن اهبطي بمن فيك فيهبط أهل السماء الدنيا بمثلي من في الأرض من الجن و الإنس و الملائكة ثم يهبط أهل السماء الثانية بمثل الجميع مرتين فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل سبع سماوات فيصير الجن و الإنس في سبع سرادقات من الملائكة ثم ينادي مناد «يََا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ» الآية فينظرون فإذا قد أحاط بهم سبعة أطواق من الملائكة و قوله «فَلاََ تَنْتَصِرََانِ» أي فلا تقدران على دفع ذلك عنكما و عن غيركما و على هذا فيكون فائدة الآية إن عجز الثقلين عن الهرب من الجزاء كعجزهم عن النفوذ من الأقطار و في ذلك اليأس من رفع الجزاء بوجه من الوجوه} «فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ» أي بإخباره إياكم عن هذه الحالة لتتحرزوا عنها أم بغيره من النعم فإن وجه النعمة في إرسال الشواظ من النار و النحاس على الثقلين هو ما في ذلك لهم من الزجر في دار التكليف عن مواقعة القبيح و ذلكنعمة جزيلة} «فَإِذَا اِنْشَقَّتِ اَلسَّمََاءُ» يعني يوم القيامة إذا تصدعت السماء و انفك بعضها من بعض «فَكََانَتْ وَرْدَةً» أي فصارت حمراء كلون الفرس الورد و هو الأبيض الذي يضرب إلى الحمرة أو الصفرة فيكون في الشتاء أحمر و في الربيع أصفر و في اشتداد البرد أغبر سبحان خالقها و المصرف لها كيف يشاء و الوردة واحدة الورد فشبه السماء يوم القيامة في اختلاف ألوانها بذلك و قيل أراد به وردة النبات و هي حمراء و قد تختلف ألوانها و لكن الأغلب في ألوانها الحمرة فتصير السماء كالوردة في الاحمرار ثم تجري «كَالدِّهََانِ» و هو جمع الدهن عند انقضاء الأمر و تناهي المدة قال الحسن هي كالدهان التي يصب بعضها على بعض بألوان مختلفة قال الفراء شبه تلون السماء بتلون الوردة من الخيل و شبه الوردة في اختلاف ألوانها بالدهن و اختلاف ألوانه و هو قول مجاهد و الضحاك و قتادة و قيل الدهان الأديم الأحمر و جمعه أدهنة عن الكلبي و قيل هو عكر الزيت يتلون ألوانا عن عطاء بن أبي رياح } «فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ» وجه النعمة في انشقاق السماء حتىوقع التقرير بها هو ما في الإخبار به من الزجر و التخويف في دار الدنيا} «فَيَوْمَئِذٍ» يعني يوم القيامة «لاََ يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لاََ جَانٌّ» أي لا يسأل المجرم عن جرمه في ذلك الموطن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 311