responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 310

(1) -

المعنى‌

لما ذكر سبحانه الفناء و الإعادة عقب ذلك بذكر الوعيد و التهديد فقال «سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ اَلثَّقَلاََنِ» أي سنقصد لحسابكم أيها الجن و الإنس عن الزجاج قال و الفراغ في اللغة على ضربين (أحدهما) القصد للشي‌ء يقال سأفرغ لفلان أي سأجعله قصدي‌ (و الآخر) الفراغ من شغل و الله عز و جل لا يشغله شأن عن شأن و قيل معناه سنعمل عمل من يفرغ للعمل فيجوده من غير تضجيع فيه و قيل سنفرغ لكم من الوعيد بتقضي أيامكم المتوعد فيها فشبه ذلك بمن فرغ من شي‌ء و أخذ في آخر و الشغل و الفراغ من صفات الأجسام التي تحلها الأعراض و تشغلها عن الأضداد في تلك الحال و لذلك وجب أن يكون في صفة القديم تعالى مجازا و يدل على أن الثقلين المراد بهما الجن و الإنس قوله‌} «يََا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا» أي تخرجوا هاربين من الموت يقال نفذ الشي‌ء من الشي‌ء إذا خلص منه كالسهم ينفذ من الرمية «مِنْ أَقْطََارِ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي جوانبهما و نواحيهما و المعنى حيث ما كنتم أدرككم الموت «فَانْفُذُوا» أي فاخرجوا فلن تستطيعواأن تهربوا منه «لاََ تَنْفُذُونَ إِلاََّ بِسُلْطََانٍ» أي حيث توجهتم فثم ملكي و لا تخرجون من سلطاني فأنا آخذكم بالموت عن عطاء و معنى السلطان القوة التي سلط بها على الأمر ثم الملك و القدرة و الحجة كلها سلطان و قيل «لاََ تَنْفُذُونَ إِلاََّ بِسُلْطََانٍ» أي لا تخرجون إلا بقدرة من الله و قوة يعطيكموها بأن يخلق لكم مكانا آخر سوى السماوات و الأرض و يجعل لكم قوة تخرجون بها إليه فبين سبحانه بذلك أنهم في حبسه و أنه مقتدر عليهم لا يفوتونه و جعل ذلك دلالة على توحيده و قدرته و زجرا لهم عن معصيته و مخالفته‌و قيل إن المعنى في الآية إن استطعتم أن تعلموا ما في السماوات و الأرض فاعلموا فإنه لا يمكنكم ذلك «لاََ تَنْفُذُونَ إِلاََّ بِسُلْطََانٍ» أي لا تعلمونه إلا بحجة و بيان عن ابن عباس و قيل لا تنفذون إلا بسلطان معناه حيث ما شاهدتم حجة الله و سلطانه الذي يدل على توحيده عن الزجاج } «فَبِأَيِّ آلاََءِ رَبِّكُمََا تُكَذِّبََانِ» أي بأي نعمة تكذبان أ بإخباره عن تحيركم لتحتالوا له بعمل الطاعة و اجتناب المعصية أو بإخباره عنكم إنكم لا تنفذون إلا بحجة لتستعدوا لذلك اليوم‌} «يُرْسَلُ عَلَيْكُمََا شُوََاظٌ مِنْ نََارٍ» و هو اللهب الأخضر المنقطع من النار «وَ نُحََاسٌ» و هو الصفر المذاب للعذاب عن مجاهد و ابن عباس و سفيان و قتادة و قيل النحاس الدخان عن ابن عباس في رواية أخرى و سعيد بن جبير و قيل النحاس المهل عن ابن مسعود و الضحاك و المعنى لا تنفذون و لو جاز أن تنفذوا و قدرتم عليه لأرسل عليكم العذاب من النار المحرقة و قيل معناه أنه يقال لهم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست