نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 300
(1) - و حساب متفق على الدوام لا يقع فيه تفاوت فالشمس تقطع بروج الفلك في ثلاثمائة و خمسة و ستين يوما و شيء و القمر في ثمانية و عشرين يوما فيجريان أبدا على هذا الوجه و إنما خصهما بالذكر لما فيهما من المنافع الكثيرة للناس من النور و الضياء و معرفة الليل و النهار و نضج الثمار إلى غير ذلك فذكرهما لبيان النعمة بهما على الخلق} «وَ اَلنَّجْمُ وَ اَلشَّجَرُ يَسْجُدََانِ» يعني بالنجم نبت الأرض الذي ليس له ساق و بالشجر ما كان له ساق يبقى في الشتاء عن ابن عباس و سعيد بن جبير و سفيان الثوري و قيل أراد بالنجم نجم السماء و هو موحد و المراد به جميع النجوم و الشجر يسجدان لله بكرة و عشيا كما قال في موضع آخر وَ اَلشَّجَرُ وَ اَلدَّوَابُّ عن مجاهد و قتادة و قال أهل التحقيق إن المعنى في سجودهما هو ما فيهمامن الآية الدالة على حدوثهما و على أن لهما صانعا أنشأهما و ما فيهما من الصنعة و القدرة التي توجب السجود و قيل سجودهما سجود ظلالهما كقوله يَتَفَيَّؤُا ظِلاََلُهُ عَنِ اَلْيَمِينِ وَ اَلشَّمََائِلِ سُجَّداً لِلََّهِ وَ هُمْ دََاخِرُونَ عن الضحاك و سعيد بن جبير و المعنى فيه أن كل جسم له ظل فهو يقتضي الخضوع بما فيه من دليل الحدوث و إثبات المحدث المدبر و قيل معنى سجودهما أنه سبحانه يصرفهما على ما يريده من غير امتناع فجعل ذلك خضوعا و معنى السجود الخضوع كما في قوله (ترى الأكم فيها سجدا للحوافر) عن الجبائي } «وَ اَلسَّمََاءَ رَفَعَهََا» أي و رفع السماء رفعها فوق الأرض دل سبحانه بذلك على كمال قدرته «وَ وَضَعَ اَلْمِيزََانَ» يعني آلة الوزن للتوصل إلى الإنصاف و الانتصاف عن الحسن و قتادة قال قتادة هو الميزان المعهود ذو اللسانين و قيل المراد بالميزان العدل و المعنى أنه أمرنا بالعدل عن الزجاج و يدل عليه قوله} «أَلاََّ تَطْغَوْا فِي اَلْمِيزََانِ» أي لا تتجاوزوا فيه العدل و الحقإلى البخس و الباطل تقديره فعلت ذلك لئلا تطغوا و يحتمل أيضا أن يكون لا تطغوا نهيا منفردا و تكون أن مفسرة بمعنى أي و قيل إن المراد بالميزان القرآن الذي هو أصل الدين فكأنه تعالى بين أدلة العقل و أدلة السمع و إنما أعاد سبحانه ذكر الميزان من غير إضمار ليكون الثاني قائما بنفسه في النهي عنه إذا قيل لهم لا تطغوا في الميزان} «وَ أَقِيمُوا اَلْوَزْنَ بِالْقِسْطِ» أي أقيموا لسان الميزان بالعدل إذا أردتم الأخذ و الإعطاء «وَ لاََ تُخْسِرُوا اَلْمِيزََانَ» أي لا تنقصوه بالبخس و الجور بل سووه بالإنصاف و العدل قال سفيان بن عيينة الإقامة باليد و القسط بالقلب} «وَ اَلْأَرْضَ وَضَعَهََا لِلْأَنََامِ» لما ذكر السماء ذكر الأرض في مقابلتها أي و بسط الأرض و وطأها للناس و قيل الأنام كل شيء فيه روح عن ابن عباس و قيل الأنام الجن و الإنس عن الحسن و قيل جميع الخلق من كل ذي روح عن مجاهد و عبر عن الأرض بالوضع لما عبر عن السماء بالرفع و في ذلك بيانالنعمة على الخلق و بيان وحدانية الله تعالى كما في رفع السماء} «فِيهََا فََاكِهَةٌ» أي في الأرض ما يتفكه به من ألوان
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 300