نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 294
(1) - عن وجه النجاة و طريق الجنة في نار مسعرة عن الجبائي و قيل في ضلال أي في هلاك و ذهاب عن الحق و سعر أي عناء و عذاب} «يَوْمَ يُسْحَبُونَ» أي يجرون «فِي اَلنََّارِ عَلىََ وُجُوهِهِمْ» يعني أن هذا العذاب يكون لهم في يوم يجرهم الملائكة فيه على وجوههم في النار و يقال لهم «ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ» يعني أصابتها إياهم بعذابها و حرها و هو كقولهم وجدت مسالحمى و سقر جهنم و قيل هي باب من أبوابها و أصل السقر التلويح يقال سقرته الشمس و صقرته إذا لوحته و إنما لم ينصرف للتعريف و التأنيث } «إِنََّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنََاهُ بِقَدَرٍ» أي خلقنا كل شيء خلقناه مقدرا بمقدار توجبه الحكمة لم نخلقه جزافا و لا تخبيتا فخلقنا العذاب أيضا على قدر الاستحقاق و كذلك كل شيء في الدنيا و الآخرة خلقناه مقدار بمقدار معلوم عن الجبائي و قيل معناه خلقنا كل شيء على قدر معلوم فخلقنا اللسان للكلام و اليد للبطش و الرجل للمشي و العين للنظر و الأذن للسماع و المعدة للطعام و لو زاد أو نقص عما قدرناه لما تم الغرض عن الحسن و قيل معناه جعلنا لكل شيء شكلا يوافقه و يصلح له كالمرأة للرجل و الأتان للحمار و ثياب الرجال للرجال و ثياب النساء للنساء عن ابن عباس و قيل خلقنا كل شيء بقدر مقدر و قضاء محتوم في اللوح المحفوظ} «وَ مََا أَمْرُنََا إِلاََّ وََاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ» أي و ما أمرنا بمجيء الساعة في السرعة إلا كطرف البصر عن ابن عباس و الكلبي و معنى اللمح النظر بالعجلة و هو خطف البصر و المعنى إذا أردنا قيام الساعة أعدنا الخلق و جميع المخلوقات في قدر لمح البصر في السرعة و قيل معناه و ما أمرنا إذا أردنا أن نكون شيئا إلا مرة واحدة لم نحتج فيه إلى ثانية و إنما نقول له كن فيكون كلمح البصر في سرعته من غير إبطاء و لا تأخير عن الجبائي } «وَ لَقَدْ أَهْلَكْنََا أَشْيََاعَكُمْ» أي أشباهكم و نظائركم ففي الكفر من الأمم الماضية عن الحسن و سماهم أشياعهم لما وافقوهم في الكفر و تكذيب الأنبياء «فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» أي فهل من متذكر لما يوجبه هذا الوعظ من الانزجار عن مثل ما سلف من أعمال الكفار لئلا يقع به ما وقع بهم من الإهلاك} «وَ كُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي اَلزُّبُرِ» أي في الكتب التي كتبها الحفظة و هذه إشارة إلى أنهم غير مغفول عنهم عن الجبائي و قيل معناه أن جميع ذلك مكتوب عليهم في الكتاب المحفوظ لأنه من أعظم العبرة في علم ما يكون قبل أن يكون على التفصيل «وَ كُلُّ صَغِيرٍ وَ كَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ» أي و ما قدموه من أعمالهم من صغير و كبير مكتوب عليهم عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و الضحاك و قيل معناه كل صغير و كبير من الأرزاق و الآجال و الموت
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 294