responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 293

(1) - صاحب الكتاب لأنها جملة وقعت في الأصل خبرا عن المبتدأ في قولك نحن كل شي‌ء خلقناه بقدر فهو كقولك زيد هند ضربها ثم دخلت أن فنصبت الاسم و بقي الخبر على تركيبه الذي كان عليه و اختيار محمد بن يزيد النصب لأن تقديره إنا فعلنا كذا قال و الفعل منتظر بعد إنا فلما دل عليه ما قبله حسن إضماره قال ابن جني و هذا ليس بشي‌ء لأن الأصل في خبر المبتدأ أن يكون اسما لا فعلا جزاء منفردا فما معنى توقع الفعل هنا و خبر إن و أخواتها كإخبار المبتدأ و قوله نهر جمع نهر فيكون كأسد و أسد و وثن و وثن و يجوز أن يكون جمع نهر كسقف و سقف و رهن و رهن.

المعنى‌

ثم خوف سبحانه كفار مكة فقال «أَ كُفََّارُكُمْ خَيْرٌ» و أشد و أقوى «مِنْ أُولََئِكُمْ» الذين ذكرناهم و قد أهلكناهم و هذا استفهام إنكار أي لستم أفضل من قوم نوح و عاد و ثمود لا في القوة و لا في الثروة و لا في كثرة العدد و العدة و المراد بالخير ما يتعلق بأسباب الدنيا لا أسباب الدين و المعنى أنه إذاهلك أولئك الكفار فما الذي يؤمنكم أن ينزل بكم ما نزل بهم «أَمْ لَكُمْ بَرََاءَةٌ فِي اَلزُّبُرِ» أي أ لكم براءة من العذاب في الكتب السالفة أنه لن يصيبكم ما أصاب الأمم الخالية} «أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ» أي أم يقول هؤلاء الكفار نحن جميع أمرنا ننتصر من أعدائنا عن الكلبي و المعنى أنهم يقولون نحن يد واحدة على من خالفنا ننتصر ممن عادانا فيدلون بقوتهم و اجتماعهم و وحد منتصر للفظ الجميع فإنه واحد في اللفظ و إن كان اسما للجماعة كالرهط و الجيش أي كما أنهم ليسوا بخير من أولئك و لا لهم براءة فكذلك لا جمع لهم يمنع عنهم عذاب الله و ينصرهم و إن قالوا نحن مجتمعون متناصرون فلا نرام و لا نقصد و لا يطمع أحد في غلبتنا ثم قال سبحانه‌} «سَيُهْزَمُ اَلْجَمْعُ» أي جمع كفار مكة «وَ يُوَلُّونَ اَلدُّبُرَ» أي ينهزمون فيولونكم أدبارهم في الهزيمة ثم أخبر سبحانه نبيه ص أنه سيظهره عليهم و يهزمهم فكانت هذه الهزيمة يوم بدر فكان موافقة الخبر للمخبر من معجزاته‌ثم قال سبحانه‌} «بَلِ اَلسََّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ» أي إن موعد الجميع للعذاب يوم القيامة «وَ اَلسََّاعَةُ أَدْهى‌ََ وَ أَمَرُّ» فالأدهى الأعظم في الدهاء و الدهاء عظم سبب الضرر مع شدة انزعاج النفس و هو من الداهية أي البلية التي ليس في إزالتها حيلة و المعنى أن ما يجري عليهم من القتل و الأسر يوم بدر و غيره لا يخلصهم من عقاب الآخرة بل عذاب الآخرة أعظم في الضرر و أقطع و أمر أي أشد مرارة من القتل و الأسر في الدنيا و قيل الأمر الأشد في استمرار البلاء لأن أصل المر النفوذ ثم بين سبحانه حال القيامة فقال‌} «إِنَّ اَلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاََلٍ وَ سُعُرٍ» أي في ذهاب‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست