نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 286
(1) - كجريانه إذا فتح عنه باب كان مانعا له و ذلك من صنع الله الذي لا يقدر عليه سواه و جاز ذلك على طريق البلاغة «بِمََاءٍ مُنْهَمِرٍ» أي منصب انصبابا شديدا لا ينقطع} «وَ فَجَّرْنَا اَلْأَرْضَ عُيُوناً» أي شققنا الأرض بالماء عيونا حتى جرى الماء على وجه الأرض «فَالْتَقَى اَلْمََاءُ» يعني فالتقى الماءان: ماء السماء و ماء الأرض و إنما لم يثن لأنه اسم جنس يقع على القليل و الكثير «عَلىََ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ» فيه هلاك القوم أي على أمر قد قدره الله تعالى و هو هلاكهم و قيل على أمر قد قدره الله تعالى و عرف مقداره فلا زيادة فيه و لا نقصان و قيل معناه أنه كان قدر ماء السماء مثل ما قدر ماء الأرض عن مقاتل و قيل معناه على أمر قدر عليهم في اللوح المحفوظ} «وَ حَمَلْنََاهُ عَلىََ ذََاتِ أَلْوََاحٍ» أي و حملنا نوحا على سفينة ذات ألواح مركبة بعضها إلى بعض و ألواحها خشباتها التي منها جمعت «وَ دُسُرٍ» أي مسامير شدت بها السفينة عن ابن عباس و قتادة و ابن زيد و قيل هو صدر السفينة يدسر بها الماء عن الحسن و جماعة و قيل هي أضلاع السفينة عن مجاهد و قيل الدسر طرفاها و أصلها و الألواح جانباها عن الضحاك } «تَجْرِي» السفينة في الماء «بِأَعْيُنِنََا» أي بحفظنا و حراستنا و بمرأى منا و منه قولهم عين الله عليك و قيل معناه بأعين أوليائنا و من وكلناهم بها من الملائكة و قيل معناه تجري بأعين الماء التي اتبعناها «جَزََاءً لِمَنْ كََانَ كُفِرَ» أي فعلنا به و بهم ما فعلنا من إنجائه و إغراقهم ثوابا لمن كان قد كفر به و جحد أمره و هو نوح (ع) و التقدير لمن جحد نبوته و أنكر حقه و كفر بالله فيه} «وَ لَقَدْ تَرَكْنََاهََا» أي تركنا هذه الفعلة التي فعلناها «آيَةً» أي علامة يعتبر بها و قيل معناه تركنا السفينة و نجاة من فيها و إهلاك الباقين دلالة باهرة على وحدانية الله تعالى و عبرة لمن اتعظ بها و كانت السفينةباقية حتى رآها أوائل هذه الأمة عن قتادة و قيل في كونها آية أنها كانت تجري بين ماء السماء و ماء الأرض و قد كان غطاها على ما أمر الله تعالى «فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» أي متذكر يعلم أن ذلك حق فيعتبر به و يخاف و قيل معناه فهل من طالب علم فيعان عليه عن قتادة } «فَكَيْفَ كََانَ عَذََابِي وَ نُذُرِ» هذا استفهام عن تلك الحالة و معناه التعظيم لذلك العذاب أي كيف رأيتم انتقامي منهم و إنذاري إياهم و قال الحسن النذر جمع نذير و إنما كرر سبحانه هذا القول في هذه السورة لأنه سبحانه لما ذكر أنواع الإنذار و العذاب عقد التذكير بشيء منه على التفصيل} «وَ لَقَدْ يَسَّرْنَا اَلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ» أي سهلناه للحفظ و القراءة حتى يقرأ كله ظاهرا و ليس من كتب الله المنزلة كتاب يقرأ كله ظاهرا إلا القرآن عن سعيد بن جبير و التيسير للشيء هو تسهيله بما ليس فيه كثير مشقة على النفس فمن سهل له
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 286