responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 276

(1) -

المعنى‌

ثم عطف سبحانه على ما تقدم فقال «وَ أَنَّ إِلى‌ََ رَبِّكَ اَلْمُنْتَهى‌ََ» يعني و أن إلى ثواب ربك و عقابه آخر الأمر و المنتهى و الآخر واحد و هو المصير إلى حيث ينقطع العمل عنده } «وَ أَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَ أَبْكى‌ََ» أي فعل سبب الضحك و البكاء من السرور و الحزن كما يقال أضحكني فلان و أبكاني عن عطاء و الجبائي و قيل أضحك أهل الجنة في الجنة و أبكى أهل النار في النار عن مجاهد و الضحك و البكاء من فعل الإنسان قال الله تعالى‌ «فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَ لْيَبْكُوا كَثِيراً» و قال تعجبون و تضحكون فنسب الضحك إليهم و قال الحسن أن الله سبحانه هو الخالق للضحك و البكاء و الضحك تفتح أسرار الوجه عن سرور و عجب في القلب فإذا هجم على الإنسان منه ما لا يمكنه دفعه فهو من فعل الله و البكاء جريان الدمع على الخد عن غم في القلب و ربما كان عن فرح يمازجه تذكر حزن فكأنه عن رقة في القلب و قيل معنى الآية أضحك الأشجار بالأنوار و أبكى السحاب بالأمطارو قيل أضحك المطيع بالرحمة و أبكى العاصي بالسخطة} «وَ أَنَّهُ هُوَ أَمََاتَ وَ أَحْيََا» أي خلق الموت فأمات به الأحياء لا يقدر على ذلك غيره لأنه لو قدر على الموت لقدر على الحياة فإن القادر على الشي‌ء قادر على ضده و لا يقدر أحد على الحياة إلا الله تعالى و خلق الحياة التي يحيا بها الحيوان فأمات الخلق في الدنيا و أحياهم في العقبي للجزاء} «وَ أَنَّهُ خَلَقَ اَلزَّوْجَيْنِ» أي الصنفين «اَلذَّكَرَ وَ اَلْأُنْثى‌ََ» من كل حيوان‌} «مِنْ نُطْفَةٍ إِذََا تُمْنى‌ََ» أي إذا خرجت منهما و تنصب في الرحم و النطفة ماء الرجل و المرأة التي يخلق منها الولد عن عطاء و الضحاك و الجبائي و قيل تمنى أي تقدر و هو أصله فالمعنى تلقى على تقدير في رحم الأنثى‌} «وَ أَنَّ عَلَيْهِ اَلنَّشْأَةَ اَلْأُخْرى‌ََ» أي الخلق الثاني للبعث يوم القيامة يعني عليه أن يبعث الناس أحياء للجزاء فإن قيل إن لفظة على كلمة إيجاب فكيف‌يجب على الله سبحانه ذلك فالجواب أنه سبحانه إذا كلف الخلق فقد ضمن الثواب فإذا فعل فيهم الآلام فقد ضمن العوض فإذا لم يعوض في الدنيا و خلى بين المظلوم و الظالم فلا بد من دار أخرى يقع فيها الجزاء و الإنصاف و الانتصاف و قد وعد سبحانه بذلك فيجب الوفاء به‌} «وَ أَنَّهُ هُوَ أَغْنى‌ََ وَ أَقْنى‌ََ» أي أغنى الناس بالأموال و إعطاء القنية و أصول المال و ما يدخرونه بعد الكفاية عن أبي صالح و قيل أقنى أي أخدم عن الحسن و مجاهد و قتادة و قيل أغنى مؤول و أقنى أرضى بما أعطى عن ابن عباس و قيل أغنى بالقناعة و أقنى بالرضا عن سفيان و قيل أغنى بالكفاية و أقنى بالزيادة و قيل أغنى من شاء و أقنى أي أفقر و حرم من شاء عن ابن زيد } «وَ أَنَّهُ هُوَ رَبُّ اَلشِّعْرى‌ََ» أي خالق الشعرى و مخترعها و مالكها أي فلا تتخذوا المربوب المملوك إلها و قيل إن خزاعة كانت تعبدها و أول من عبدها أبو كبشة أحد أجداد النبي ص من قبل أمهاته‌و كان المشركون يسمونه ص ابن أبي‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست