responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 272

(1) - فيه الحد و من قرأ كبير الإثم فلأنه يضاف إلى واحد في اللفظ و إن كان يراد به الكثرة «إِلاَّ اَللَّمَمَ» اختلف في معناه فقيل هو صغار الذنوب كالنظر و القبلة و ما كان دون الزنا عن ابن مسعود و أبي هريرة و الشعبي و قيل هو ما ألموا به في الجاهلية من الإثم فهو معفو عنه في الإسلام عن زيد بن ثابت و على هذا فيكون الاستثناء منقطعا و قيل هو أن يلم بالذنب مرة ثم يتوب و لا يعود عن الحسن و السدي و هو اختيار الزجاج لأنه قال اللمم هو أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية و لم يقم على ذلك و يدل على ذلك قوله «إِنَّ رَبَّكَ وََاسِعُ اَلْمَغْفِرَةِ» قال ابن عباس لمن فعل ذلك و تاب و معناه أن رحمته تسع جميع الذنوب لا تضيق عنه و تم الكلام هنا ثم قال «هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ» يعني قبل أن خلقكم «إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ اَلْأَرْضِ» أي أنشأ أباكم آدم من أديم الأرض و قال البلخي يجوز أن يكون المراد به جميع الخلق أي خلقكم من الأرض عند تناول الأغذية المخصوصة التي خلقها من الأرض و أجرى العادة بخلق الأشياء عند ضرب من تركيبها فكأنه سبحانه أنشأهم منها «وَ إِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهََاتِكُمْ» أي في وقت كونكم أجنة في الأرحام أي علم من كل نفس ما هي صانعة و إلى ما هي صائرة عن الحسن و قيل معناه أنه سبحانه علم ضعفكم و ميل طباعكم‌إلى اللمم و علم حين كنتم في الأرحام ما تفعلون إذا خرجتم و إذا علم ذلك منكم قبل وجوده فكيف لا يعلم ما حصل منكم «فَلاََ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ» أي لا تعظموها و لا تمدحوها بما ليس لها فإني أعلم بها و قيل معناه لا تزكوها بما فيها من الخير ليكون أقرب إلى النسك و الخشوع و أبعد من الرياء «هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اِتَّقى‌ََ» أي اتقى الشرك و الكبائر و قيل هو أعلم بمن بر و أطاع و أخلص العمل‌} «أَ فَرَأَيْتَ اَلَّذِي تَوَلََّى» أي أدبر عن الحق‌} «وَ أَعْطى‌ََ قَلِيلاً وَ أَكْدى‌ََ» أي أمسك عن العطية و قطع عن الفراء و قيل منع منعا شديدا عن المبرد } «أَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلْغَيْبِ» أي ما غاب عنه من أمر العذاب «فَهُوَ يَرى‌ََ» أي يعلم أن صاحبه يتحمل عنه عذابه‌} «أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمََا فِي صُحُفِ مُوسى‌ََ » أي بل أ لم يخبر و لم يحدث بما في أسفار التوراة } «وَ إِبْرََاهِيمَ » أي و في صحف إبراهيم «اَلَّذِي وَفََّى» أي تمم و أكمل ما أمر به و قيل بلغ قومه و أدى ما أمر به إليهم و قيل أكمل ما أوجب الله عليه من كل ما أمر و امتحن به ثم بين ما في صحفهما فقال‌} «أَلاََّ تَزِرُ وََازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‌ََ» أي لا تحمل نفس حاملة حمل أخرى و المعنى لا تؤخذ نفس بإثم غيرها} «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسََانِ إِلاََّ مََا سَعى‌ََ» عطف على قوله «أَلاََّ تَزِرُ» و هذا أيضا ما في صحف إبراهيم و موسى أي ليس له من الجزاء إلا جزاء ما عمله دون ما عمله غيره و متى دعا غيره إلى الإيمان فأجابه إليه فهو محمود

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست