responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 271

(1) - عفوه فقال له عبد الله أعطني ناقتك و أنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه و أشهد عليه و أمسك عن الصدقة فنزلت «أَ فَرَأَيْتَ اَلَّذِي تَوَلََّى» أي يوم أحد حين ترك المركز و أعطى قليلا ثم قطع نفقته إلى قوله «وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‌ََ» فعاد عثمان إلى ما كان عليه عن ابن عباس و السدي و الكلبي و جماعة من المفسرين‌و قيل نزلت في الوليد بن المغيرة و كان قد اتبع رسول الله ص على دينه فعيره بعض المشركين و قالوا تركت دين الأشياخ و ضللتهم و زعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئا من ماله و رجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ففعل فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل و منعه تمام ما ضمن له فنزلت «أَ فَرَأَيْتَ اَلَّذِي تَوَلََّى» عن الإيمان و أعطى صاحبه الضامن قليلا و أكدى أي بخل بالباقي عن مجاهد و ابن زيد و قيل نزلت في العاص بن وائل السهمي و ذلك أنه ربما كان يوافق رسول الله ص في بعض الأمور عن السدي و قيل نزلت في رجل قال لأهله جهزوني حتى أنطلق إلى هذا الرجل يريد النبي ص فتجهز و خرج فلقيه رجل من الكفار فقال له أين تريد فقال محمدا لعلي أصيب من خيره قال له الرجل أعطني جهازك و أحمل عنك إثمك عن عطاء بن يسار و قيل نزلت في أبي جهل و ذلك أنه قال و الله ما يأمرنا محمد إلا بمكارم الأخلاق فذلك قوله «أَعْطى‌ََ قَلِيلاً وَ أَكْدى‌ََ» أي لم يؤمن به عن محمد بن كعب القرظي .

المعنى‌

ثم أخبر سبحانه عن كمال قدرته و سعة ملكه فقال «وَ لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» و هذا اعتراض بين الآية الأولى و بين قوله «لِيَجْزِيَ اَلَّذِينَ أَسََاؤُا بِمََا عَمِلُوا» و اللام في ليجزي تتعلق بمعنى الآية الأولى لأنه إذا كان أعلم بهم جازى كلا منهم بما يستحقه و ذلك لام العاقبة و ذلك أن علمه بالفريقين أدى إلى جزائهم باستحقاقهم و إنما يقدر على مجازاة المحسن و المسي‌ء إذا كان كثير الملك و لذلك أخبر به في قوله «وَ لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ لِيَجْزِيَ» في الآخرة «اَلَّذِينَ أَسََاؤُا» أي أشركوا «بِمََا عَمِلُوا» من الشرك «وَ يَجْزِيَ اَلَّذِينَ أَحْسَنُوا» أي وحدوا ربهم «بِالْحُسْنَى» أي بالجنة و قيل إن اللام في ليجزي يتعلق بما في قوله «وَ لِلََّهِ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» لأن المعنى في ذلك أنه خلقهم ليتعبدهم فمنهم المحسن و منهم المسي‌ء و إنما كلفهم ليجزي كلا منهم بعلمه عمله فتكون اللام للغرض ثم وصف سبحانه الذين أحسنوا فقال‌} «اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبََائِرَ اَلْإِثْمِ» أي عظائم الذنوب «وَ اَلْفَوََاحِشَ» جمع فاحشة و هي أقبح الذنوب و أفحشها و قد بينا اختلاف الناس في الكبائر في سورة النساء و قد قيل إن الكبيرة كل ذنب ختم بالنار و الفاحشة كل ذنب‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست