نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 250
(1) - و ألحق التاء في اتبعتهم لتأنيث الاسم و من جمعه فلأن المجموع قد يجمع نحو أقوام و طرقات و في الحديث إنكن صواحبات يوسف و من قرأ ألتناهم بكسر اللام فيشبه أن يكون فعلنا لغة كما قالوا نقم ينقم و نقم ينقمو من قرأ ندعوه أنه بالفتح فالمعنى لأنه هو البر الرحيم و من كسر قطع الكلام عما قبله و استأنف قال ابن جني المرأة العيساء البيضاء و مثله جمل أعيس و ناقة عيساء قال كأنها البكرة العيساء و يقال ألته يألته ألتا و آلته يولته إيلاتا و لاته يليته ليتا و ولته يلته ولتا أي نقصه قال الحطيئة :
أبلغ لديك بني سعد مغلغلة # جهد الرسالة لا ألتا و لا كذبا
.
ـ
المعنى
لما تقدم وعيد الكفار عقبه سبحانه بالوعد للمؤمنين فقال «إِنَّ اَلْمُتَّقِينَ» الذين يجتنبون معاصي الله خوفا من عقابه «فِي جَنََّاتٍ» أي في بساتين تجنها الأشجار «وَ نَعِيمٍ» أي و في نعيم} «فََاكِهِينَ بِمََا آتََاهُمْ رَبُّهُمْ» أي متنعمين بما أعطاهم ربهم من أنواع النعيم و قيل فاكهين معجبين بما آتاهم ربهم عن الزجاج و الفراء «وَ وَقََاهُمْ» أي و صرف عنهم «رَبُّهُمْ عَذََابَ اَلْجَحِيمِ ` كُلُوا وَ اِشْرَبُوا» أي يقال لهم كلوا و اشربوا} «هَنِيئاً بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» أكلا و شربا هنيئا مأمون العاقبة من التخمة و السقم ثم ذكر حالهم في الأكل و الشربفقال} «مُتَّكِئِينَ عَلىََ سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ» و السرر جمع سرير و المصفوفة المصطفة الموصول بعضها ببعض و قيل إن في الكلام حذفا تقديره متكئين على نمارق موضوعة على سرر لكنه حذف لأن اللفظ يدل عليه من حيث إن الاتكاء جلسة راحة و دعة و لا يكون ذلك إلا على الوسائد و النمارق «وَ زَوَّجْنََاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ» فالحور البيض النقيات في حسن و كمال و العين الواسعات الأعين في صفاء و بهاء و معناه قرنا هؤلاء المتقين بحور عين على وجه التمتيع لهم و التنعيم و عن زيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله ص فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون و يشربون فقال و الذي نفسي بيده إن الرجل منهم ليؤتى قوة مائة رجل على الأكل و الشرب و الجماع قال فإن الذي يأكل و يشرب يكون له الحاجة فقال عرق يفيض مثل ريح المسك فإذا كان ذلك ضمر بطنه«وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ اِتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمََانٍ أَلْحَقْنََا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ» يعني بالذرية أولادهم الصغار و الكبار لأن الكبار يتبعون الآباء بإيمان منهم و الصغار يتبعون الآباء بإيمان من الآباء فالولد يحكم له بالإسلام تبعا لوالده و اتبع بمعنى تبع و من قرأ و أتبعناهم فهو منقول من تبع و يتعدى إلى المفعولين و قيل الاتباع إلحاق الثاني بالأول في معنى يكون الأول عليه لأنه لو ألحق به من غير أن يكون في معنى هو عليه لم يكن اتباعا و كان إلحاقا و المعنى أنا نلحق الأولاد بالآباء في الجنة و الدرجة من أجل
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 250