responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 243

(1) - الثاني منعقد بغير ما انعقد به الأول إذ تقديره إني لكم منه نذير في الامتناع من جعل إله آخر معه‌و تقدير الأول إني لكم منه نذير في ترك القرار إليه بطاعته فهو كقولك أنذرك أن تكفر بالله أنذرك أن تتعرض لسخط الله و النذير المخبر بما يحذر منه و هو يقتضي المبالغة و المنذر صفة جارية على الفعل و المبين الذي يأتي ببيان الحق من الباطل ثم قال‌} «كَذََلِكَ» أي الأمر كذلك و هو أنه «مََا أَتَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاََّ قََالُوا سََاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ» أي لم يأت الذين من قبلهم يعني كفار مكة من الأمم رسول إلا قالوا ساحر محتال بالحيل اللطيفة أو مجنون به جنون فهو مغطى على عقله بما لا يتوجه للإدراك به ثم قال سبحانه‌} «أَ تَوََاصَوْا بِهِ» أي أوصى أولهم آخرهم بالتكذيب و الاستفهام للتوبيخ «بَلْ هُمْ قَوْمٌ طََاغُونَ» معناه لم يتواصوا بذلك لكنهم طاغون طغوا في معصية الله و حملهم الطغيان فيما أعطيتهم و وسعت عليهم على تكذيب أنبيائي ثم قال للنبي ص } «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» أي فأعرض عنهم يا محمد فقد بلغت و أنذرت و هو قوله «فَمََا أَنْتَ بِمَلُومٍ» أي في كفرهم و جحودهم‌بل اللائمة و الذم عليهم من حيث لا يقبلون ما تدعوهم إليه قال المفسرون لما نزلت هذه الآية حزن رسول الله ص و المؤمنون و ظنوا أن الوحي قد انقطع و أن العذاب قد حل حتى نزلت الآية الثانية و روي بالإسناد عن مجاهد قال خرج علي بن أبي طالب (ع) مغتما مشتملا في قميصه فقال لما نزلت «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمََا أَنْتَ بِمَلُومٍ» لم يبق أحد منا إلا أيقن بالهلكة حين قيل للنبي ص «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ» فلما نزل‌} «وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ اَلذِّكْرى‌ََ تَنْفَعُ اَلْمُؤْمِنِينَ» طابت نفوسنا و معناه عظ بالقرآن من آمن من قومك فإن الذكر تنفعهم عن الكلبي } «وَ مََا خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ» أي لم أخلق الجن و الإنس إلا لعبادتي و المعنى لعبادتهم إياي عن الربيع فإذا عبدوني استحقوا الثواب و قيل إلا لآمرهم و أنهاهم و أطلب منهم العبادة عن مجاهد و اللام لام الغرض و المراد أن الغرض في خلقهم تعريضهم للثواب و ذلك لا يحصل إلا بأداء العبادات فصار كأنه سبحانه خلقهم للعبادة أنه إذا لم يعبده قوم لم يبطل الغرض و يكون كمن هيأ طعاما لقوم و دعاهم ليأكلوه فحضرواو لم يأكله بعضهم فإنه لا ينسب إلى السفه و يصح غرضه فإن الأكل موقوف على اختيار الغير و كذلك المسألة فإن الله إذا أزاح علل المكلفين من القدرة و الآلة و الألطاف و أمرهم بعبادته فمن خالف فقد أتي من قبل نفسه لا من قبله سبحانه و قيل معناه إلا ليقروا بالعبودية طوعا و كرها عن ابن عباس } «مََا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَ مََا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ» هذا نفي الإيهام عن خلقهم لعبادته أن يكون ذلك لعائدة نفع يعود عليه تعالى فبين أنه لعائدة النفع على الخلق دونه تعالى لاستحالة النفع عليه لأنه غني لنفسه فلا يحتاج إلى غيره و كل الخلق يحتاج إليه و قيل معناه ما أريد أن يرزقوا أحدا من خلقي و لا أن يرزقوا أنفسهم و ما أريد

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست