responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 187

(1) - معلوم‌} «سُنَّةَ اَللََّهِ اَلَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ» أي هذه سنتي في أهل طاعتي و أهل معصيتي انصر أوليائي و أخذل أعدائي عن ابن عباس و قيل معناه: هذه طريقة الله و عادته السالفة أن كل قوم إذا قاتلوا أنبياءهم انهزموا و قتلوا «وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اَللََّهِ» في نصرة رسله «تَبْدِيلاً» أي تغييرا «وَ هُوَ اَلَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ» بالرعب «وَ أَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ» بالنهي «بِبَطْنِ مَكَّةَ » يعني الحديبية «مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ» ذكر الله منته على المؤمنين بحجزة بين الفريقين حتى لم يقتتلا و حتى اتفق بينهم الصلح الذي كان أعظم من الفتح «وَ كََانَ اَللََّهُ بِمََا تَعْمَلُونَ بَصِيراً» مر تفسيره ثم ذكر سبحانه سبب منعه رسول الله ص ذلك العام دخول مكة فقال‌} «هُمُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَ صَدُّوكُمْ عَنِ اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرََامِ » أن تطوفوا و تحلوا من عمرتكم يعني قريشا «وَ اَلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ» أي و صدوا الهدي و هي البدن التي ساقها رسول الله ص معه و كانت سبعين بدنة حتى بلغ ذي الحليفة فقلد البدن التي ساقها و أشعرها و أحرم بالعمرة حتى نزل بالحديبية و منعه المشركون‌و كان الصلح فلما تم الصلح نحروا البدن فذلك قوله «مَعْكُوفاً» أي محبوسا عن أن يبلغ محله أي منحره و هو حيث يحل نحره يعني مكة لأن هدي العمرة لا يذبح إلا بمكة كما أن هدي الحج لا يذبح إلا بمنى «وَ لَوْ لاََ رِجََالٌ مُؤْمِنُونَ وَ نِسََاءٌ مُؤْمِنََاتٌ» يعني المستضعفين الذين كانوا بمكة بين الكفار من أهل الإيمان «لَمْ تَعْلَمُوهُمْ» بأعيانهم لاختلاطهم بغيرهم «أَنْ تَطَؤُهُمْ» بالقتل و توقعوا بهم «فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ» أي إثم و جناية عن ابن زيد و قيل فيلحقكم بذلك عيب يعيبكم المشركون بأنهم قتلوا أهل دينهم و قيل هو غرم الدية و الكفارة في قتل الخطإ عن ابن عباس و ذلك أنهم لو كبسوا مكة و فيها قوم مؤمنون لم يتميزوا من الكفار لم يأمنوا أن يقتلوا المؤمنين‌فتلزمهم الكفارة و تلحقهم السيئة بقتل من على دينهم فهذه المعرة التي صان الله المؤمنين عنها و جواب لو لا محذوف و تقديره لو لا المؤمنون الذين لم تعلموهم لوطأتم رقاب المشركين بنصرنا إياكم و قوله «بِغَيْرِ عِلْمٍ» موضعه التقديم لأن التقدير لو لا أن تطأوهم بغير علم و قوله «لِيُدْخِلَ اَللََّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشََاءُ» اللام متعلق بمحذوف دل عليه معنى الكلام تقديره فحال بينكم و بينهم ليدخل الله في رحمته من يشاء يعني من أسلم من الكفار بعد الصلح و قيل ليدخل الله في رحمته أولئك بسلامتهم من القتل و يدخل هؤلاء في رحمته بسلامتهم من الطعن و العيب «لَوْ تَزَيَّلُوا» أي لو تميز المؤمنون من الكافرين‌ «لَعَذَّبْنَا اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ» أي من أهل مكة «عَذََاباً أَلِيماً» بالسيف و القتل بأيديكم و لكن الله تعالى يدفع المؤمنين عن الكفار فلحرمة اختلاطهم بهم لم يعذبهم.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست