نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 176
(1) - في الخروج إلى الحديبية «مِنَ اَلْأَعْرََابِ سَتُدْعَوْنَ» فيما بعد «إِلىََ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ» و هم هوازن و حنين عن سعيد بن جبير و عكرمة و قيل هم هوازن و ثقيف عن قتادة و قيل هم ثقيف عن الضحاك و قيل هم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب عن الزهري و قيل هم أهل فارس هم ابن عباس و قيل هم الروم عن الحسن و كعب و قيل هم أهل صفين أصحاب معاوية و الصحيح أن المراد بالداعي في قوله «سَتُدْعَوْنَ» هو النبي ص لأنه قد دعاهم بعد ذلك إلى غزوات كثيرة و قتال أقوام ذوي نجدة و شدة مثل أهل حنين و الطائف و مؤتة إلى تبوك و غيرها فلا معنى لحمل ذلك على ما بعد وفاته «تُقََاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ»معناه أن أحد الأمرين لا بد أن يقع لا محالة و تقديره أو هم يسلمون أي يقرون بالإسلام و يقبلونه و قيل ينقادون لكم و في حرف أبي أو يسلموا و تقديره إلى أن يسلموا و في النصب دلالة على أن ترك القتال من أجلالإسلام إذا وقع «فَإِنْ تُطِيعُوا» أي فإن تجيبوا إلى قتالهم «يُؤْتِكُمُ اَللََّهُ أَجْراً حَسَناً» أي جزاء صالحا «وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا» عن القتال و تقعدوا عنه «كَمََا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ» عن الخروج إلى الحديبية «يُعَذِّبْكُمْ عَذََاباً أَلِيماً» في الآخرة} «لَيْسَ عَلَى اَلْأَعْمىََ حَرَجٌ» أي ضيق في ترك الخروج مع المؤمنين في الجهاد و الأعمى الذي لا يبصر بجارحة العين «وَ لاََ عَلَى اَلْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لاََ عَلَى اَلْمَرِيضِ حَرَجٌ» في ترك الجهاد أيضا قال مقاتل عذر الله أهل الزمانة و الآفات الذين تخلفوا عن المسير إلى الحديبية بهذه الآية «وَ مَنْ يُطِعِ اَللََّهَ وَ رَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنََّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهََارُ»معناه في الأمر بالقتال «وَ مَنْ يَتَوَلَّ» عن أمر الله و أمر رسوله فيقعد عن القتال «يُعَذِّبْهُ عَذََاباً أَلِيماً. ` لَقَدْ رَضِيَ اَللََّهُ عَنِ اَلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبََايِعُونَكَ تَحْتَ اَلشَّجَرَةِ» يعني بيعة الحديبية و تسمى بيعة الرضوان لهذه الآية و رضاء الله سبحانه عنهم هو إرادته تعظيمهم و إثابتهم و هذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنينإذ بايعوا النبي ص في الحديبية تحت الشجرة المعروفة و هي شجرة السمرة} «فَعَلِمَ مََا فِي قُلُوبِهِمْ» من صدق النية في القتال و الكراهة له لأنه بايعهم على القتال عن مقاتل و قيل ما في قلوبهم من اليقين و الصبر و الوفاء «فَأَنْزَلَ اَلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ» و هي اللطف القوي لقلوبهم و الطمأنينة «وَ أَثََابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً» يعني فتح خيبر عن قتادة و أكثر المفسرين و قيل فتح مكة عن الجبائي } «وَ مَغََانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهََا» يعني غنائم خيبر فإنها كانت مشهورة بكثرة الأموال و العقار و قيل يعني غنائم هوازن بعد فتح مكة عن الجبائي «وَ كََانَ اَللََّهُ عَزِيزاً» أي غالبا على أمره «حَكِيماً» في أفعاله و لذلك أمر بالصلح و حكم للمسلمين بالغنيمة و لأهل خيبر بالهزيمة ثم ذكر سبحانه سائر الغنائم التي يأخذونها فيما يأتي من الزمان فقال} «وَعَدَكُمُ اَللََّهُ مَغََانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهََا» مع النبي ص و من بعده إلى يوم القيامة «فَعَجَّلَ لَكُمْ هََذِهِ» يعني غنيمة خيبر «وَ كَفَّ أَيْدِيَ اَلنََّاسِ عَنْكُمْ» و ذلك أن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 176