نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 171
(1) - الله «اَلْمُنََافِقِينَ وَ اَلْمُنََافِقََاتِ» و هم الذين يظهرون الإيمان و يبطنون الشرك فالنفاق إسرار الكفر و إظهار الإيمان أخذ من نافقاء اليربوع و هو أن يجعل لسربه بابين يظهر أحدهما و يخفي الآخر فإذا أتي من الظاهر خرج من الآخر «وَ اَلْمُشْرِكِينَ وَ اَلْمُشْرِكََاتِ» و هم الذين يعبدون مع الله غيره «اَلظََّانِّينَ بِاللََّهِ ظَنَّ اَلسَّوْءِ» أي يتوهمون أن الله ينصرهم على رسوله و ذلك سوء أي قبيح و السوء المصدر و السوء الاسم و قيل هو ظنهم أن النبي ص لا يعود إلى موضع ولادته أبدا و قيل هو ظنهم أن لن يبعث الله أحدا و مثله وَ ظَنَنْتُمْ ظَنَّ اَلسَّوْءِ«عَلَيْهِمْ دََائِرَةُ اَلسَّوْءِ» أي يقع عليهم العذاب و الهلاك و الدائرة هي الراجعة بخير أو شر قال حميد بن ثور :
"و دائرات الدهر أن تدورا"
و قيل إن من قرأ بالضم فالمراد دائرة العذاب و من قرأ بالفتح فالمراد ما جعله للمؤمنين من قتلهم و غنيمة أموالهم «وَ غَضِبَ اَللََّهُ عَلَيْهِمْ وَ لَعَنَهُمْ» أي أبعدهم من رحمته «وَ أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ» يجعلهم فيها «وَ سََاءَتْ مَصِيراً» أي مآلا و مرجعا} «وَ لِلََّهِ جُنُودُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» إنما كرر لأن الأول متصل بذكر المؤمنين أي فله الجنود التي يقدر أن يعينكم بها و الثاني متصل بذكر الكافرين أي فله الجنود التي يقدر على الانتقام منهم بها «وَ كََانَ اَللََّهُ عَزِيزاً» في قهره و انتقاله «حَكِيماً» في فعله و قضائه ثم خاطب نبيه ص فقال} «إِنََّا أَرْسَلْنََاكَ» يا محمد «شََاهِداً» على أمتك بما عملوه من طاعة و معصية و قبول و رد أو شاهدا عليهم بتبليغ الرسالة «وَ مُبَشِّراً» بالجنة لمن أطاع «وَ نَذِيراً» من النار لمن عصى ثم بين سبحانه الغرض بالإرسال فقال} «لِتُؤْمِنُوا بِاللََّهِ» من قرأ ليؤمنوا بالياء فالمعنى ليؤمن هؤلاء الكفار بالله «وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ» أي تنصروه بالسيف و اللسان و الهاء تعود إلى النبي ص «وَ تُوَقِّرُوهُ» أي تعظموه و تبجلوه «وَ تُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلاً» أي و تصلوا بالغداة و العشي و قيل معناه و تنزهوه عما لا يليق به و كثير من القراء اختاروا الوقف على «وَ تُوَقِّرُوهُ» لاختلاف الضمير فيه و فيما بعده و قيل «وَ تُعَزِّرُوهُ» أي و تنصروا الله «وَ تُوَقِّرُوهُ» أي و تعظموه و تطيعوه كقوله لاََ تَرْجُونَ لِلََّهِ وَقََاراً و على هذا فتكون الكنايات متفقة و في هذه الآية دلالة على بطلان مذهب أهل الجبر أن الله سبحانه يريد من الكفار الكفر لأنه صرح هنا أنه يريد منجميع المكلفين الإيمان و الطاعة} «إِنَّ اَلَّذِينَ يُبََايِعُونَكَ» المراد بالبيعة هنا بيعة الحديبية و هي بيعة الرضوان بايعوا رسول الله ص على الموت «إِنَّمََا يُبََايِعُونَ اَللََّهَ» يعني أن المبايعة معك تكون مبايعة مع الله لأن طاعتك طاعة الله و إنما سميت بيعة لأنها عقدت على بيع أنفسهم بالجنة للزومهم في الحرب النصرة «يَدُ اَللََّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ» أي عقد الله في هذه البيعة فوق عقدهم لأنهم بايعوا الله ببيعة نبيه ص فكأنهم بايعوه من غير واسطة عن السدي و قيل معناه قوة الله في نصرة
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 9 صفحه : 171