responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 117

(1) -

المعنى‌

ثم قال سبحانه للكفار على سبيل التوبيخ لهم «أَمْ حَسِبَ اَلَّذِينَ اِجْتَرَحُوا اَلسَّيِّئََاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» معناه بل أحسنت و هذا استفهام إنكار و قيل إن هذا معطوف على معنى مضمر تقديره هذا القرآن بصائر للناس مؤدية إلى الجنة أ فعلموا ذلك أم حسب الذين اكتسبوا الشرك و المعاصي أن نجعل منزلتهم منزلة الذين صدقوا الله و رسوله و حققوا أقوالهم بأعمالهم «سَوََاءً مَحْيََاهُمْ وَ مَمََاتُهُمْ» أي يستوي محيا القبيلين و مماتهم يعني أ حسبوا أن حياتهم و مماتهم كحياة المؤمنين و موتهم «سََاءَ مََا يَحْكُمُونَ» أي ساء ما حكموا على الله تعالى فإنه لا يسوي بينهم و لا يستقيم ذلك في العقول بل ينصر المؤمنين في الدنيا و يمكنهم من المشركين و لا ينصر الكافرين و لا يمكنهم من المسلمين و ينزل الملائكة عند الموت على المؤمنين بالبشرى و على الكافرين يضربون وجوههم و أدبارهم‌و قيل أراد محياهم بعد البعث و مماتهم عند حضور الملائكة لقبض أرواحهم و قيل أراد أن المؤمنين محياهم على الإيمان و الطاعة و مماتهم على الإيمان و الطاعة و محيا المشركين على الشرك و المعصية و مماتهم كذلك فلا يستويان عن مجاهد و قيل إن الضمير في مماتهم و محياهم للكفار و المعنى أنهم يتساوون في حال كونهم أحياء و في حال كونهم أمواتا لأن الحي متى لم يفعل الطاعة فهو بمنزلة الميت ثم قال سبحانه‌} «وَ خَلَقَ اَللََّهُ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ بِالْحَقِّ» أي لم يخلقهما عبثا و إنما خلقهما لنفع خلقة بأن يكلفهم و يعرضهم للثواب الجزيل «وَ لِتُجْزى‌ََ كُلُّ نَفْسٍ بِمََا كَسَبَتْ» من ثواب على طاعة أو عقاب على معصية «وَ هُمْ لاََ يُظْلَمُونَ» أي لا يبخسون حقوقهم ثم قال‌} «أَ فَرَأَيْتَ» يا محمد «مَنِ اِتَّخَذَ إِلََهَهُ هَوََاهُ» أي اتخذ دينه ما يهواه فلا يهوى شيئا إلا ركبه لأنه لا يؤمن بالله و لا يخافه فاتبع هواه في أموره و لا يحجزه تقوى عن ابن عباس و الحسن و قتادة و قيل معناه من اتخذ معبوده‌ما يهواه دون ما دلت الدلالة على أن العبادة تحقق له فإذا استحسن شيئا و هواه اتخذه إلها و كان أحدهم يعبد الحجر فإذا رأى ما هو أحسن منه رمى به و عبد الآخر عن عكرمة و سعيد بن جبير و قيل معناه أ فرأيت من انقاد لهواه انقياده لإلهه و معبوده و يرتكب ما يدعوه إليه و لم يرد أنه يعبد هواه و يعتقد أنه تحق له العبادة لأن ذلك لا يعتقده أحد عن علي بن عيسى قد أيس الله رسوله من إيمانه هؤلاء بهذا «وَ أَضَلَّهُ اَللََّهُ عَلى‌ََ عِلْمٍ» أي خذله الله و خلاه و ما اختاره جزاء له على كفره و عناده و ترك تدبره على علم منه باستحقاقه لذلك و قيل أضله الله أي وجده ضالا على حسب ما عمله فخرج معلومه على وفق ما علمه كما يقال أحمدت فلانا أي وجدته حميدا و كقول عمرو بن معديكرب قاتلناهم فما أجبناهم و سألناهم فما أبخلناهم و قاولناهم فما أفحمناهم أي ما وجدناهم كذلك و قيل معناه أنه ضل عن الله كما قال:

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست