responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 102

(1) -

الحجة

من قرأ تغلي بالتاء فعلى الشجرة كان الشجرة تغلي و من قرأ بالياء حمله على الطعام و هو الشجرة في المعنى و يعتل و يعتل مثل يعكف و يعكف و يفسق و يفسق في أنهما لغتان و معنى فاعتلوه قودوه بعنف و من قرأ «إِنَّكَ» بالكسر فالمعنى إنك أنت العزيز الكريم في زعمك فأجرى ذلك على حسب ما كان يذكره أو يذكر به و من قرأ أنك بالفتح فالمعنى ذق بأنك.

المعنى‌

لما ذكر سبحانه أن يوم الفصل ميقات الخلق‌يحشرهم فيه بين أي يوم هو فقال «يَوْمَ لاََ يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً» فالمولى الصاحب الذي من شأنه أن يتولى معونة صاحبه على أموره فيدخل في ذلك ابن العم و الناصر و الحليف و غيرهم ممن هذه صفته و المعنى أن ذلك اليوم يوم لا يغني فيه ولي عن ولي شيئا و لا يدفع عنه عذاب الله تعالى «وَ لاََ هُمْ يُنْصَرُونَ» و هذا لا ينافي ما يذهب إليه أكثر الأمة من إثبات الشفاعة للنبي ص و الأئمة (ع) و المؤمنين لأن الشفاعة لا تحصل إلا بأمر الله تعالى و إذنه و المراد بالآية أنه ليس لهم من يدفع عنهم عذاب الله و ينصرهم من غير أن يأذن الله له فيه و قد بين ما أشرنا إليه باستثنائه من رحمه منهم فقال‌} «إِلاََّ مَنْ رَحِمَ اَللََّهُ» أي إلا الذين رحمهم الله من المؤمنين فإنه إما أن يسقط عقابهم ابتداءأو يأذن بالشفاعة فيهم لمن علت درجته عنده فيسقط عقاب المشفوع له لشفاعته «إِنَّهُ هُوَ اَلْعَزِيزُ» في انتقاله من أعدائه «اَلرَّحِيمُ» بالمؤمنين ثم وصف سبحانه ما يفصل به بين الفريقين فقال‌} «إِنَّ شَجَرَةَ اَلزَّقُّومِ» و قد مر تفسيره في سورة الصافات } «طَعََامُ اَلْأَثِيمِ» أي الآثم و هو أبو جهل و روي أن أبا جهل أتى بتمر و زبد فجمع بينهما و أكل و قال هذا هو الزقوم الذي يخوفنا محمد به نحن نتزقمه‌ أي نملأ أفواهنا به فقال سبحانه «كَالْمُهْلِ» و هو المذاب من النحاس أو الرصاص أو الذهب أو الفضة و قيل هو دردي الزيت «يَغْلِي فِي اَلْبُطُونِ ` كَغَلْيِ اَلْحَمِيمِ» أي إذا حصلت في أجواف أهل النار تغلي كغلي الماء الحار الشديد الحرارة قال أبو علي الفارسي لا يجوز أن يكون المعنى يغلي المهل في البطون لأن المهل إنما ذكر للتشبيه به في الذوب أ لا ترى أن المهل لا يغلي في البطون و إنما يغلي ما شبع به‌ «خُذُوهُ» أي يقال للزبانية خذوا الأثيم «فَاعْتِلُوهُ» أي زعزعوه و ادفعوه بعنف و منه قول الشاعر:

فيا ضيعة الفتيان إذ يعتلونه # ببطن الثرى مثل الفنيق المسدم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 9  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست