responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 826

(1) -

المعنى‌

ثم خاطب سبحانه نبيه ص فقال «قُلْ» يا محمد لكفار قومك «إِنِّي نُهِيتُ» أي نهاني الله «أَنْ أَعْبُدَ اَلَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ» أي أوجه العبادة إلى من تدعونه من دون الله من الأصنام التي تجعلونها آلهة «لَمََّا جََاءَنِي اَلْبَيِّنََاتُ مِنْ رَبِّي» أي حين أتاني الحجج و البراهين من جهة الله تعالى دلتني على ذلك «وَ أُمِرْتُ» مع ذلك «أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ اَلْعََالَمِينَ» أي استسلم لأمر رب العالمين الذي يملك تدبير الخلائق أجمعين ثم عاد إلى ذكر الأدلة فقال‌} «هُوَ اَلَّذِي خَلَقَكُمْ» معاشر البشر «مِنْ تُرََابٍ» أي خلق أباكم آدم من تراب و أنتم نسله و إليه تنتمون «ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ» أي ثم أنشأ من ذلك الأصل الذي خلقه من تراب النطفة و هي ماء الرجل و المرأة «ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ» و هي قطعة من الدم «ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً» أي أطفالا واحدا واحدا فلذلك ذكره بالتوحيد قال يونس العرب تجعل الطفل للواحد و الجماعة قال الله تعالى‌ «أَوِ اَلطِّفْلِ اَلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى‌ََ عَوْرََاتِ اَلنِّسََاءِ» و المعنى ثم يقلبكم أطوارا إلى أن يخرجكم من أرحام الأمهات أطفالا صغارا «ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ» و هو حال استكمال القوة و هذا يحتمل أن يكون معطوفا على معنى قوله «ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً» لتنشأوا و تشبوا «ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ» و يحتمل أن يكون معطوفا على معنى قوله «يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً» و التقدير لطفوليتكم ثم لتبلغوا أشدكم «ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً» بعد ذلك «وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفََّى مِنْ قَبْلُ» أي من قبل أن يصير شيخا و من قبل أن يبلغ أشده «وَ لِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى» أي و ليبلغ كل واحد منكم ما سمي له من الأجل الذي يموت عنده و قيل هذا للقرن الذي تقوم عليهم القيامة و الأجل المسمى هو القيامة عن الحسن «وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» أي خلقكم لهذه الأغراض التي ذكرها و لكي تتفكروا في ذلك فتعقلوا ما أنعم الله به عليكم من أنواع النعم و أراده منكم من إخلاص العبادة ثم قال‌} «هُوَ اَلَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ» أي من خلقكم من تراب على هذه الأوصاف التي ذكرها هو الذي يحييكم و هو الذي يميتكم فأولكم من تراب و آخركم إلى تراب «فَإِذََا قَضى‌ََ أَمْراً فَإِنَّمََا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و معناه أنه يفعل ذلك من غير أن يتعذر و يمتنع عليه فهو بمنزلة ما يقال له كن فيكون لأنه سبحانه يخاطب المعدوم بالتكون‌} «أَ لَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ يُجََادِلُونَ فِي آيََاتِ اَللََّهِ» يعني المشركين الذين يخاصمون في إبطال حجج الله و دفعها «أَنََّى يُصْرَفُونَ» أي كيف و من أين يقلبون عن الطريق المستقيم إلى الضلال و لو كانوا يخاصمون في آيات الله بالنظر في صحتها و الفكر فيها لما ذمهم الله تعالى ثم وصفهم سبحانه فقال‌} «اَلَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتََابِ» أي بالقرآن و جحدوه «وَ بِمََا أَرْسَلْنََا بِهِ رُسُلَنََا» أي و كذبوا بما أرسلنا به من الكتب و الشرائع رسلنا قبلك «فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ» عاقبة أمرهم إذ حل بهم وبال ما جحدوه‌و نزل بهم عقاب ما ارتكبوه‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 826
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست