responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 802

(1) - كان في الدنيا و مقتهم أنفسهم يكون في الآخرة و لا يجوز أن يكون ظرفا لتدعون لأن تدعون في موضع جر بالإضافة و المضاف إليه لا يجوز أن يعمل في المضاف فالوجه أن يتعلق الظرف بفعل مضمر دلت عليه الجملة تقديره مقتم إذ تدعون أو يتعلق بالمقت الثاني على تقدير تسمية الشي‌ء بما يؤول إليه.

المعنى‌

ثم قال سبحانه‌ «وَ كَذََلِكَ» أي و مثل ما حق على الأمم المكذبة من العقاب «حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ» أي العذاب «عَلَى اَلَّذِينَ كَفَرُوا» من قومك أي أصروا على كفرهم «أَنَّهُمْ» أي لأنهم أو بأنهم «أَصْحََابُ اَلنََّارِ» عن الأخفش ثم أخبر سبحانه عن حال المؤمنين و أنه تستغفر لهم الملائكة مع عظم منزلتهم عند الله تعالى فحالهم بخلاف أحوال من تقدم ذكرهم من الكفار فقال‌} «اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ اَلْعَرْشَ» عبادة لله و امتثالا لأمره «وَ مَنْ حَوْلَهُ» يعني الملائكة المطيفين بالعرش و هم الكروبيون و سادة الملائكة «يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» أي ينزهون ربهم عما يصفه به هؤلاء المجادلون و قيل يسبحونه بالتسبيح المعهود و يحمدونه على إنعامه «وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ» أي و يصدقون به و يعترفون بوحدانيته «وَ يَسْتَغْفِرُونَ» أي و يسألون الله المغفرة «لِلَّذِينَ آمَنُوا» من أهل الأرض أي صدقوا بوحدانية الله و اعترفوا بإلهيته‌و بما يجب الاعتراف به يقولون في دعائهم لهم «رَبَّنََا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً» أي وسعت رحمتك و علمك كل شي‌ء و المراد بالعلم المعلوم كما في قوله‌ «وَ لاََ يُحِيطُونَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ عِلْمِهِ» أي بشي‌ء من معلومه على التفصيل فجعل العلم في موضع المعلوم و المعنى أنه لا اختصاص لمعلوماتك بل أنت عالم بكل معلوم و لا تختص رحمتك حيا دون حي بل شملت جميع الحيوانات و في هذا تعليم الدعاء ليبدأ بالثناء عليه قبل السؤال «فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تََابُوا» من الشرك و المعاصي «وَ اِتَّبَعُوا سَبِيلَكَ» الذي دعوت إليه عبادك و هو دين الإسلام «وَ قِهِمْ» أي و ادفع عنهم «عَذََابَ اَلْجَحِيمِ» و في هذه الآية دلالة على أن إسقاط العقاب عند التوبة تفضل من الله تعالى إذ لو كان واجبا لكان لا يحتاج فيه إلى مسألتهم بل كان يفعله الله سبحانه لا محالة} «رَبَّنََا وَ أَدْخِلْهُمْ» مع قبول توبتهم و وقايتهم النار «جَنََّاتِ عَدْنٍ اَلَّتِي وَعَدْتَهُمْ» على ألسن أنبيائك «وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبََائِهِمْ وَ أَزْوََاجِهِمْ وَ ذُرِّيََّاتِهِمْ» ليكمل أنسهم و يتم سرورهم «إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ» القادر على من يشاء «اَلْحَكِيمُ» في أفعالك‌} «وَ قِهِمُ اَلسَّيِّئََاتِ» أي و قهم عذاب السيئات و يجوز أن يكون العذاب هو السيئات و سماه السيئات اتساعا كما قال‌ وَ جَزََاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهََا «وَ مَنْ تَقِ اَلسَّيِّئََاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ» أي و من تصرف عنه شر معاصيه فتفضلت عليه يوم القيامة

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 802
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست