responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 792

(1) - التخاطب فيما بيننا لأنا نقول هذا في قبضة فلان و في يد فلان إذا هان عليه التصرف فيه و إن لم يقبض عليه و كذا قوله «وَ اَلسَّمََاوََاتُ مَطْوِيََّاتٌ بِيَمِينِهِ» أي يطويها بقدرته كما يطوي الواحد منا الشي‌ء المقدور له طيه بيمينه و ذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار و التحقيق للملك كما قال‌ أَوْ مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ أي ما كانت تحت قدرتكم إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال و سائر الجسد و قيل معناه أنه محفوظات مصونات بقوته و اليمين القوة كما في قول الشاعر:

إذا ما راية رفعت لمجد # تلقاها عرابة باليمين‌

ثم نزه سبحانه نفسه عن شركهم‌فقال «سُبْحََانَهُ وَ تَعََالى‌ََ عَمََّا يُشْرِكُونَ» أي عما يضيفونه إليه من الشبيه و المثل‌} «وَ نُفِخَ فِي اَلصُّورِ» و هو قرن ينفخ فيه إسرافيل و وجه الحكمة في ذلك أنها علامة جعلها الله ليعلم بها العقلاء آخر أمرهم في دار التكليف ثم تجديد الخلق فشبه ذلك بما يتعارفونه من بوق الرحيل و النزول و لا تتصوره النفوس بأحسن من هذه الطريقة و قيل أن الصور جمع صورة فكأنه نفخ في صورة الخلق عن قتادة و روي عنه أنه قرأ في الصور بفتح الواو «فَصَعِقَ مَنْ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ» أي يموت من شدة تلك الصيحة التي تخرج من الصور جميع من في السماوات و الأرض يقال صعق فلان إذا مات بحال هائلة شبيهة بالصيحة العظيمة «إِلاََّ مَنْ شََاءَ اَللََّهُ» اختلف في المستثنى فقيل هم جبرائيل و ميكائيل و إسرافيل و ملك الموت عن السدي و هو المروي عن حديث مرفوع

و قيل هم الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله عن سعيد بن جبير و عطا عن ابن عباس و أبي هريرة عن النبي ص أنه سأل جبرائيل عن هذه الآية من الذي لم يشأ الله أن يصعقهم قال هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش‌ «ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى‌ََ» يعني نفخة البعث و هي النفخة الثانية و قال قتادة في حديث رفعه أن ما بين النفختين أربعين سنة و قيل إن الله تعالى يفني الأجسام كلها بعد الصعق و موت الخلق ثم يعيدها و قوله «فَإِذََا هُمْ قِيََامٌ» إخبار عن سرعة إيجادهم لأنه سبحانه إذا نفخ النفخة الثانية أعادهم عقيب ذلك فيقومون من قبورهم أحياء «يَنْظُرُونَ» أي ينتظرون ما يفعل بهم و ما يؤمرون به‌} «وَ أَشْرَقَتِ اَلْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهََا» أي أضاءت الأرض بعدل ربها يوم القيامة لأن نور الأرض بالعدل كما أن نور العلم بالعمل عن الحسن و السدي و قيل بنور يخلقه الله عز و جل يضي‌ء به أرض القيامة من غير شمس و لا قمر «وَ وُضِعَ اَلْكِتََابُ» أي كتب الأعمال التي كتبتها الملائكة على بني آدم توضع في‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 792
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست