responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 773

(1) - مسموعة «تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ اَلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ» أي تأخذهم قشعريرة خوفا مما في القرآن من الوعيد «ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلى‌ََ ذِكْرِ اَللََّهِ» إذا سمعوا ما فيه من الوعد بالثواب و الرحمة و المعنى أن قلوبهم تطمئن و تسكن إلى ذكر الله الجنة و الثواب فحذف مفعول الذكر للعلم به و روي عن العباس بن عبد المطلب أن النبي ص قال إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها و قال قتادة هذا نعت لأولياء الله بنعتهم الله بأن تقشعر، جلودهم و تطمئن قلوبهم إلى ذكر الله و لم ينعتهم بذهاب عقولهم و الغشيان عليهم إنما ذلك في أهل البدع و هو من الشيطان «ذََلِكَ» يعني القرآن «هُدَى اَللََّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشََاءُ» من عباده بما نصب فيه من الأدلة و هم الذين آتاهم القرآن من أمة محمد ص عن الجبائي و قيل يهدي به من يشاء من الذين اهتدوا به إنما خصهم بذلك لأنهم المنتفعون بالهداية و من لم يهتد لا يوصف بأنه هداه الله إذ ليس معه هداية «وَ مَنْ يُضْلِلِ اَللََّهُ» عن طريق الجنة «فَمََا لَهُ مِنْ هََادٍ» أي لا يقدر على هدايته أحد عن الجبائي و قيل معناه من ضل عن الله و رحمته فلا هادي له يقال أضللت بعيري إذا ضل عن أبي مسلم و قيل معناه من يضلله عن زيادة الهدى و الألطاف لأن الكافر لا لطف له‌} «أَ فَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ اَلْعَذََابِ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ» تقديره أ فحال من يدفع عذاب الله بوجهه يوم القيامة كحال من يأتي آمنا منا لا تمسه النار و إنما قال بوجهه لأن الوجه أعز أعضاء الإنسان و قيل معناه أ من يلقى في النار منكوسا فأول عضو منه مسته النار وجهه عن عطاء و معنى يتقي يتوقى كما قال عنترة :

إذ يتقون بي الأسنة لم أخم # عنها و لكني تضايق مقدمي‌

أي يقدمونني إلى القتال فيتوقون بي حرها ثم أخبر سبحانه عما يقوله خزنة النار للكفار بقوله «وَ قِيلَ لِلظََّالِمِينَ ذُوقُوا مََا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ» أي جزاء ما كسبتموه من المعاصي ثم أخبر سبحانه عن أمثال هؤلاء الكفار من الأمم الماضية فقال‌} «كَذَّبَ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» بآيات الله و جحدوا رسله «فَأَتََاهُمُ اَلْعَذََابُ» عاجلا «مِنْ حَيْثُ لاََ يَشْعُرُونَ» أي و هم آمنون غافلون.

النظم‌

إنما اتصل قوله «أَ فَمَنْ شَرَحَ اَللََّهُ صَدْرَهُ» بما تقدم من ذكر أدلة التوحيد و العدل التي إذا تفكر فيها العاقل انشرح صدره و اطمأنت نفسه إلى ثلج اليقين و اتصل قوله «اَللََّهُ نَزَّلَ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 773
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست