responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 755

(1) - «أَتَّخَذْنََاهُمْ» فالقول فيه أن الجملة المعادلة لأم محذوفة و المعنى أ تراهم أم زاغت عنهم الأبصار و كذلك قوله‌ أَمْ كََانَ مِنَ اَلْغََائِبِينَ لأن المعنى أخبروني عن الهدهد أ حاضر هو أم كان من الغائبين هذا قول أبي الحسن و يجوز عندي في قوله تعالى‌ «قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحََابِ اَلنََّارِ ` أَمَّنْ هُوَ قََانِتٌ آنََاءَ اَللَّيْلِ» أن تكون المعادلة لأم محذوفة تقديره أ فأصحاب النار خير أم من هو قانت و حكي عن أبي عمر و أنه قال ما كان من مثل العبودية فسخري مضموم و ما كان من مثل الهزء فسخري مكسور السين و قد تقدم ذكر هذا قال ابن جني من قرأ إنما فعلى الحكاية فكأنه قال إن يقال لي إلا إنما أنا نذير مبين و هذا كما تقول لصاحبك أنت قلت أنك شجاع و نحو ذلك قول الشاعر:

تنادوا بالرحيل غدا # و في ترحالهم نفسي‌

قال و أجاز أبو علي ثلاثة أضرب من الإعراب بالرحيل و الرحيل و الرحيل رفعا و نصبا و جرا فمن رفع أو نصب فقد وفى الحكاية اللفظ المقول البتة فكأنهم قالوا الرحيل غدا فأما الجر فعلى إعمال الباء فيه و هو معنى ما قالوه و لكن حكيت منه قولك غدا وحده و هو خبر المبتدأ أو في موضع رفع لأنه خبر المبتدأ و لا يكون ظرفا لتنادوا لأن الفعل الماضي لا يعمل في الزمان الآتي و إذا قال بالرحيل غدا فإن غدا يجوز أن يكون ظرفا لنفس الرحيل و يجوز أن يكون ظرفا لفعل آخر نصب الرحيل أي يحدث الرحيل غدا.

المعنى‌

ثم حكى سبحانه عن أهل النار أيضا بقوله «وَ قََالُوا مََا لَنََا لاََ نَرى‌ََ رِجََالاً كُنََّا نَعُدُّهُمْ مِنَ اَلْأَشْرََارِ» أي يقولون ذلك حين ينظرون في النار فلا يرون من كان يخالفهم فيها معهم و هم المؤمنون عن الكلبي و قيل نزلت في أبي جهل و الوليد بن المغيرة و ذويهما يقولون ما لنا لا نرى عمارا و خبابا و صهيبا و بلالا الذين كنا نعدهم في الدنيا من جملة الذين يفعلون الشر و القبيح و لا يفعلون الخير عن مجاهد و روى العياشي بالإسناد عن جابر عن أبي عبد الله (ع) أنه قال أن أهل النار يقولون «مََا لَنََا لاََ نَرى‌ََ رِجََالاً كُنََّا نَعُدُّهُمْ مِنَ اَلْأَشْرََارِ» يعنونكم لا يرونكم في النار لا يرون و الله أحدا منكم في النار «أَتَّخَذْنََاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زََاغَتْ عَنْهُمُ اَلْأَبْصََارُ» معناه أنهم يقولون لما لم يروهم في النار اتخذناهم هزوءا في الدنيا فأخطأنا أم عدلت عنهم أبصارنا فلا نراهم و هم معنا في النار} «إِنَّ ذََلِكَ لَحَقٌّ» أي إن ما ذكر قبل هذا لحق أي كائن لا محالة ثم بين ما هو فقال «تَخََاصُمُ أَهْلِ اَلنََّارِ» يعني تخاصم الأتباع‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 755
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست