نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 752
(1) - أقيم مقام الموصوف و الأحسن أن لا تقام الصفة مقام الموصوف إلا أن تكون صفة قد غلبت نحو العبد و الأبطح و الأبرق و القراءة بالتخفيف أحسن من حيث ذكرنا و من قرأ و أخر على الجمع كان أخر مبتدأ و «مِنْ شَكْلِهِ» في موضع صفته أي من ضربه و أزواج خبر المبتدأ لأنه جمع كالمبتدأ و قد وصفت النكرة فحسن الابتداء بها و الضمير في شكله يعود إلى قوله «حَمِيمٌ» و يجوز أن يكون المعنى من شكل ما ذكرناه و من قرأ «وَ آخَرُ» على الإفراد فآخر يرتفع بالابتداء في قول سيبويه و فيه ذكر مرفوع عنده و بالظرف في قول أبي الحسن و لا ذكر في الظرف لارتفاع الظاهر به فإن لم تجعل آخر مبتدأ في هذا الوجه خاصة قلت أنه يكون ابتداء بالنكرة فلا أحمل على ذلك و لكن لما قال «حَمِيمٌ وَ غَسََّاقٌ» دل هذا الكلام على أن لهم حميما و غساقا فحمل المعطوف على المعنى فجعل لهم المدلول عليه خبرا آخر فهو قول و كان التقدير لهم عذاب آخر من شكله أزواج فيكون من شكله في موضع الصفة و يكون ارتفاع أزواج به في قول سيبويه و أبي الحسن و لا يجوز أن يجعل قوله «مِنْ شَكْلِهِ أَزْوََاجٌ» في قول من قرأ و أخر على الجمع وصفا و يضمر الخبر كما فعلت ذلك في قول من وحد لأن الصفة لا يرجع منها ذكر إلى الموصوف أ لا ترى أن أزواج إذا ارتفع بالظرف لم يجز أن يكون فيه ذكر مرفوع و الهاء التي للإفراد لا ترجع إلى الجمع في الوجه البين فتحصل الصفة بلا ذكر يعود منها إلى الموصوف و أما امتناع أخر من الصرف في النكرة فللعدل و الوصف فمعنى العدل فيه أن هذا النحو لا يوصف به إلا بالألف و اللام و استعملت أخر بلا ألف و لام فصارت بذلك معدولة عن الألف و اللام.
اللغة
المهاد الفراش الموطإ يقال مهدت له تمهيدا مثل وطأت له توطئة و الحميم الحار الشديد الحرارة و منه الحمى لشدة حرارتها و الغساق قيح شديد النتن يقال غسقت القرحة تغسق غسوقا و قيل هو مشتق من الغسق و هو السواد و الظلمة أي هو على ضد ما يراد في الشراب من الضياء و الرقة عن أبي مسلم و منه يقال ليل غاسق و غسقت عينه أظلمت و أغسق المؤذن المغرب أخره إلى الظلمة و الشكل بفتح الشين الضرب المتشابه و الشكل بالكسر النظير في الحسن و هو الدل أيضا و الاقتحام الدخول في الشيء بشدة و صعوبة قال أبو عبيدة قولهم لا مرحبا به أي لا رحبت عليه الأرض. و قال القتيبي قولهم مرحبا بك أي أتيت رحبا و سعة قال النابغة :
لا مرحبا بغد و لا أهلا به # إن كان تفريق الأحبة في غد
.
الإعراب
هذا مبتدأ و حميم خبره و غساق معطوف عليهو «فَلْيَذُوقُوهُ» خبر بعد خبر
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 752