responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 753

(1) - و التقدير هذا حميم و غساق فليذوقوه و يجوز أن يكون «هََذََا فَلْيَذُوقُوهُ» مبتدأ و خبر و حميم خبر مبتدإ محذوف أي هو حميم و يجوز أن يكون هذا في موضع نصب بفعل مضمر يفسره هذا الظاهر.

المعنى‌

لما بين سبحانه أحوال أهل الجنة و ما أعد لهم من جزيل الثواب عقبه ببيان أحوال أهل النار و ما لهم من أليم العذاب فقال «هََذََا» أي ما ذكرناه للمتقين ثم ابتدأ فقال «وَ إِنَّ لِلطََّاغِينَ» الذين طغوا على الله و كذبوا رسله «لَشَرَّ مَآبٍ» و هو ضد مآب المتقين ثم فسر ذلك فقال‌} «جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهََا» أي يدخلونها فيصيرون صلاء لها «فَبِئْسَ اَلْمِهََادُ» أي فبئس المسكن و بئس المهد} «هََذََا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَ غَسََّاقٌ» أي هذا حميم و غساق فليذوقوه عن الفراء و الزجاج و قيل معناه هذا الجزاء للطاغين فليذوقوه و أطلق عليه لفظ الذوق لأن الذائق يدرك الطعم بعد طلبه فهو أشد إحساسا به و الحميم الماء الحال و الغساق البارد الزمهرير عن ابن مسعود و ابن عباس فيكون المعنى أنهم يعذبون بحار الشراب الذي انتهت حرارته و ببارد الذي انتهت برودته فيبرده يحرق كما يحرق النار و قيل أن الغساق عين في جهنم يسيل إليها سم كل ذات حمة من حية و عقرب عن كعب و قيل هو ما يسيل من دموعهم يسقونه مع الحميم عن السدي و قيل هو القيح الذي يسيل منهم يجمع و يسقونه عن ابن عمر و قتادة و قيل هو عذاب لا يعلمه إلا الله عن الحسن } «وَ آخَرُ» أي و ضروب أخر «مِنْ شَكْلِهِ» أي من شكل هذا العذاب و جنسه «أَزْوََاجٌ» أي ألوان و أنواع متشابهة في الشدة لا نوع واحد} «هََذََا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ» هاهنا حذف أي يقال لهم هذا فوج و هم قادة الضلالة إذا دخلوا النار ثم يدخل الأتباع فيقول الخزنة للقادة هذا فوج أي قطع من الناس و هم الأتباع مقتحم معكم في النار دخلوها كما دخلتم عن ابن عباس و قيل يعني بالأول أولاد إبليس و بالفوج الثاني بني آدم أي يقال لبني إبليس بأمر الله تعالى هذا جمع من بني آدم مقتحم معكم يدخلون النار و عذابها و أنتم معهم عن الحسن «لاََ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صََالُوا اَلنََّارِ» أي لا اتسعت لهم أماكنهم‌لأنهم لازموا النار فيكون المعنى على القول الأول أن القادة و الرؤساء يقولون للأتباع لا مرحبا بهؤلاء أنهم يدخلون النار مثلنا فلا فرح لنا في مشاركتهم إيانا فيقول الأتباع لهم‌} «قََالُوا بَلْ أَنْتُمْ لاََ مَرْحَباً بِكُمْ» أي لا نلتم رحبا و سعة «أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنََا» أي حملتمونا على الكفر الذي أوجب لنا هذا العذاب و دعوتمونا إليه و أما على القول الثاني أن أولاد إبليس يقولون لا مرحبا بهؤلاء قد ضاقت أماكننا بهم إذ كانت النار مملوءة منا فليس لنا منهم إلا ضيق في شدة و هذا كما روي عن النبي ص أن النار تضيق عليهم كضيق الزج‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 753
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست