نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 749
(1) - الزيادة فكذلك التي تكون في اليسع و من قرأ «هََذََا مََا تُوعَدُونَ» بالتاء فعلى معنى قل للمتقين هذا ما توعدون و الياء على معنى «وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ» هذا ما يوعدون و الياء أعم لأنه يصلح أن يدخل فيه الغيب من الأنبياء و أما في سورة ق فنحو هذا وَ أُزْلِفَتِ اَلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ هذا ما توعدون أيها المتقون على الرجوع من الغيبة إلى الخطاب أو على قل لهم هذا ما توعدون و الياء على إخبار النبي ص بما وعدوا كأنه هذا ما يوعدون أيها النبي و من قرأ أولي الأيد بغير ياء فإنه يحتمل أن يكون أراد الأيدي فحذف الياء تخفيفا كقوله يَوْمَ يَدْعُ اَلدََّاعِ و نحو ذلك و يحتمل أن يكون أراد بالأيد القوة في طاعة الله و يدل عليه أنه مقرون بالأبصار أي البصر بما يحظى عند الله و على هذا فالأيدي هنا إنما هي جمع اليد التي هي القوة لا التي هي الجارحة و لا النعمة لكنه كقولك له يد في الطاعة.
الإعراب
قال الزجاج جنات بدل من حسن مآب «مُفَتَّحَةً لَهُمُ اَلْأَبْوََابُ» أي مفتحة لهم الأبواب منها و قال بعضهم مفتحة لهم أبوابها و المعنى واحد إلا أن على تقدير العربية الأبواب منها أجود أن يجعل الألف و اللام بدلا من الهاء و الألف لأن معنى الألف و اللام ليس من معنى الهاء و الألف في شيء لأن الهاء و الألف اسم و الألف و اللام دخلتا للتعريف و لا يبدل حرف جاء بمعنى من اسم و لا ينوب عنه قال أبو علي مفتحة صفة لجنات عدن و في مفتحة ضمير يعود إلى جنات و الأبواب بدل من ذلك الضمير لأنك تقول فتحت الجنان إذا فتحت أبوابها فيكون من بدل البعض من الكل نحو ضربت زيدا رأسه و في القرآن وَ فُتِحَتِ اَلسَّمََاءُ فَكََانَتْ أَبْوََاباً و ليس جنات عدن معرفة إذ ليس عدن بعلم و إنما هو بمنزلة جنات إقامة و قوله «هََذََا» خبر مبتدإ محذوف تقديره الأمر هذا و يجوز أن يكون مبتدأ محذوف الخبر أي هذا أمرهم.
المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم حديث الأنبياء فقال «وَ اُذْكُرْ» يا محمد لقومك و أمتك «عِبََادَنََا إِبْرََاهِيمَ وَ إِسْحََاقَ وَ يَعْقُوبَ »ليقتدوا بهم في حميد أفعالهم و كريم خلالهم فيستحقوا بذلك حسن الثناء في الدنيا و جزيل الثواب في العقبي كما استحق أولئك و إذا قرئ عبدنا فيكون التقدير و اذكر عبدنا إبراهيم خصه بشرف الإضافة إلى نفسه و اذكر إسحاق و يعقوب وصفهم جميعا فقال «أُولِي اَلْأَيْدِي» أي ذوي القوة على العبادة «وَ اَلْأَبْصََارِ» الفقه في الدين عن ابن عباس و مجاهد و قتادة و معناه أولي العلم و العمل فالأيدي العمل و الأبصار العلم عن أبي مسلم و قيل أولي الأيدي أولي النعم على عباد الله بالدعاء إلى الدين و الأبصار جمع البصر و هو العقل } «إِنََّا أَخْلَصْنََاهُمْ بِخََالِصَةٍ ذِكْرَى اَلدََّارِ»
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 749