responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 704

(1) - الذي هو فعلهم و إنما كانوا يعبدون الأصنام التي هي الأجسام و قوله «مََا تَنْحِتُونَ» هو ما يعملون في المعنى على أن مبنى الآية على التقريع للكفار و الإزراء عليهم بقبيح فعلهم و لو كان معناه و الله خلقكم و خلق عبادتكم لكانت الآية إلى أن تكون عذرا لهم أقرب من أن تكون لوما و تهجينا و لكان لهم أن يقولوا و لم توبخنا على عبادتها و الله تعالى هو الفاعل لذلك فتكون الحجة لهم لا عليهم و لأنه قد أضاف العمل إليهم بقوله «تَعْمَلُونَ» فكيف يكون مضافا إلى الله تعالى و هذا تناقض و لما لزمتهم الحجة «قََالُوا اِبْنُوا لَهُ بُنْيََاناً» قال ابن عباس بنوا حائطا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعا و عرضه عشرون ذراعا و ملئوه نارا و طرحوه فيها و ذلك قوله «فَأَلْقُوهُ فِي اَلْجَحِيمِ» قال الزجاج كل نار بعضها فوق بعض فهي جحيم و قيل إن الجحيم النار العظيمة} «فَأَرََادُوا بِهِ كَيْداً» أي حيلة و تدبيرا في إهلاكه و إحراقه بالنار «فَجَعَلْنََاهُمُ اَلْأَسْفَلِينَ» بأن أهلكناهم و نجينا إبراهيم و سلمناه و رددنا كيدهم عنه و قيل بأن أشرفوا عليه فرأوه سالما و تحققوا أن كيدهم لا ينفذ فيه و علموا أنهم مغلوبون‌} «وَ قََالَ» إبراهيم «إِنِّي ذََاهِبٌ إِلى‌ََ رَبِّي» قال ابن عباس معناه مهاجر إلى ربي أي أهجر ديار الكفار و أذهب إلى حيث أمرني الله تعالى بالذهاب إليه و هي الأرض المقدسة و قيل إني ذاهب إلى مرضاة ربي بعملي و نيتي عن قتادة «سَيَهْدِينِ» أي يهديني ربي فيما بعد إلى طريق المكان الذي أمرني بالمصير إليه أو إلى الجنة بطاعتي إياه قال مقاتل و هو أول من هاجر و معه لوط و سارة إلى الشام و إنما قال «سَيَهْدِينِ» ترغيبا لمن هاجر معه في الهجرة و توبيخا لقومه فلما قدم الأرض المقدسة سأل إبراهيم ربه الولد فقال‌} «رَبِّ هَبْ لِي مِنَ اَلصََّالِحِينَ» أي ولدا صالحا من الصالحين كما تقول أكلت من الطعام فحذف لدلالة الكلام عليه.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 704
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست