responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 659

(1) - الحسن و مجاهد و قال أن الجنة التي دخلها يجوز هلاكها و قيل إنهم قتلوه إلا أن الله سبحانه أحياه و أدخله الجنة فلما دخلها «قََالَ يََا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ` بِمََا غَفَرَ لِي رَبِّي» تمنى أن يعلم قومه بما أعطاه الله تعالى من المغفرة و جزيل الثواب ليرغبوا في مثله و ليؤمنوا لينالوا ذلك و في تفسير الثعلبي بالإسناد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن النبي ص قال سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب (ع) و صاحب يس و مؤمن آل فرعون فهم الصديقون علي أفضلهم‌ «وَ جَعَلَنِي مِنَ اَلْمُكْرَمِينَ» أي من المدخلين الجنة و الإكرام هو إعطاء المنزلة الرفيعة على وجه التبجيل و الإعظام و في هذا دلالة على نعيم القبر لأنه إنما قال ذلك‌و قومه أحياء و إذا جاز نعيم القبر جاز عذاب القبر فإن الخلاف فيهما واحد و ما في قوله «بِمََا غَفَرَ لِي رَبِّي» مصدرية و المعنى بمغفرة الله لي و يجوز أن يكون معناه بالذي غفر لي به ربي فيكون اسما موصولا و يجوز أن يكون المعنى بأي شي‌ء غفر لي ربي فيكون استفهاما يقال علمت بما صنعت هذا بإثبات الألف و بم صنعت هذا بحذفها إلا أن الحذف أجود في هذا المعنى ثم حكى سبحانه ما أنزله بقوله من العذاب و الاستئصال فقال‌} «وَ مََا أَنْزَلْنََا عَلى‌ََ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ» أي من بعد قتله أو من بعد رفعه «مِنْ جُنْدٍ مِنَ اَلسَّمََاءِ» يعني الملائكة أي لم تنتصر منهم بجند من السماء و لم تنزل لإهلاكهم بعد قتلهم الرسل جندا من السماء يقاتلونهم «وَ مََا كُنََّا مُنْزِلِينَ» أي و ما كنا ننزلهم على الأمم إذا أهلكناهم و قيل معناه و ما أنزلنا على قومه من بعده رسالة من السماء قطع الله عنهم الرسالة حين قتلوا رسله عن مجاهد و الحسن و المراد أن الجند هم ملائكة الوحي الذين ينزلون على الأنبياءثم بين سبحانه بأي شي‌ء كان هلاكهم فقال‌} «إِنْ كََانَتْ إِلاََّ صَيْحَةً وََاحِدَةً» أي كان إهلاكهم عن آخرهم بأيسر أمر صيحة واحدة حتى هلكوا بأجمعهم «فَإِذََا هُمْ خََامِدُونَ» أي ساكنون قد ماتوا قيل أنهم لما قتلوا حبيب بن مري النجار غصب الله عليهم فبعث جبرائيل حتى أخذ بعضادتي باب المدينة ثم صاح بهم صيحة فماتوا عن آخرهم لا يسمع لهم حس كالنار إذا طفئت‌} «يََا حَسْرَةً عَلَى اَلْعِبََادِ» معناه يا ندامة على العباد في الآخرة باستهزائهم بالرسل في الدنيا ثم بين سبب الحسرة فقال «مََا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاََّ كََانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» عن مجاهد و هذا من قول الله سبحانه و المعنى أنهم حلوا محل من يتحسر عليه و قيل إن المعنى يا ويلا على العباد عن ابن عباس و يحتمل أن يكون ذلك من كلام الرجل المذكور و قال أبو العالية إنهم لما عاينوا العذاب قالوا يا حسرة على العباد يعني على الرسل حيث لم نؤمن بهم فتمنوا الإيمان و ندموا حين لم تنفعهم الندامةقال الزجاج إذا قال قائل ما الفائدة في مناداة الحسرة و الحسرة مما لا تجيب فالفائدة في ذلك أن النداء باب تنبيه فإذا قلت للمخاطب أنا أعجب مما فعلت فقد أفدته أنك متعجب و إذا قلت وا عجباه مما فعلت و يا عجباه تفعل كذا كان دعاؤك العجب أبلغ في الفائدة و المعنى يا عجب أقبل فإنه من أوقاتك و كذلك إذا قلت ويل زيد لم فعل كذا ثم قلت يا ويل زيد لم فعل كذا كان أبلغ و كذلك في كتاب الله تعالى يا ويلتا و يا حسرتا و «يََا حَسْرَةً عَلَى اَلْعِبََادِ» و الحسرة أن يركب الإنسان من شدة الندم ما لا نهاية بعده حتى يبقى قلبه حسيرا.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 659
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست