responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 658

(1) - و أما الزقية فمن زقا الطائر يزقو و يزقي زقاء و زقوا إذا صاح و هي الزقية و الزقوة و كأنه إنما استعمل هاهنا صياح الديك و نحوه تنبيها على أن البعث بما فيه من عظيم القدرة في استثارة الموتى من القبور سهل على الله تعالى كزقية زقاها طائر فهذا كقوله تعالى‌ مََا خَلْقُكُمْ وَ لاََ بَعْثُكُمْ إِلاََّ كَنَفْسٍ وََاحِدَةٍ و أما من قرأ يا حسرة على العباد بسكون الهاء فيمكن أن يكون حسرة غيره معلقة بعلى فيحسن الوقف عليها ثم يعلق على بمضمر يدل عليه قوله حسرة فكأنه قال أ تحسر على العباد و مثل ذلك كثير في التنزيل و إذا كان حسرة معلقة بعلى أو موصوفة فلا يحسن الوقف عليها دونه‌و على هذا فيمكن أن يكون ذلك لتقوية المعنى في النفس و ذلك أنه موضع تنبيه و تذكير فطال الوقف على الهاء كما يفعله المستعظم للأمر المتعجب منه الدال على أنه قد بهره و ملك عليه لفظه و خاطره ثم قال من بعد على العباد و أما من قرأ يا حسرة العباد مضافا فإن فيه وجهين (أحدهما) أن يكون العباد فاعلين في المعنى كقوله يا قيام زيد و المعنى كان العباد إذا شاهدوا العذاب تحسروا (و الآخر) أن العباد مفعولون في المعنى و تدل عليه القراءة الظاهرة «يََا حَسْرَةً عَلَى اَلْعِبََادِ» أي يتحسر عليهم من يعنيه أمرهم و هذا واضح و فتح أبو عمرو الياء من قوله «وَ مََا لِيَ لاََ أَعْبُدُ» لئلا يكون الابتداء بلا أعبد و قرأ في النمل مََا لِيَ لاََ أَرَى اَلْهُدْهُدَ بسكون الياء.

ـ

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه تمام الحكاية عن الرجل الذي جاءهم من أقصى المدينة فقال «اِتَّبِعُوا مَنْ لاََ يَسْئَلُكُمْ أَجْراً» أي و قال لهم اتبعوا معاشر الكفار من لا يطلبون منكم الأجر و لا يسألونكم أموالكم على ما جاءوكم به من الهدى «وَ هُمْ» مع ذلك «مُهْتَدُونَ» إلى طريق الحق سالكون سبيله قال فلما قال هذا أخذوه و رفعوه إلى الملك فقال له الملك أ فأنت تتبعهم فقال‌} «وَ مََا لِيَ لاََ أَعْبُدُ اَلَّذِي فَطَرَنِي» أي و أي شي‌ء لي إذا لم أعبد خالقي الذي أنشأني و أنعم علي و هداني «وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» أي تردون عند البعث فيجزيكم بكفركم ثم أنكر اتخاذ الأصنام و عبادتهم فقال‌} «أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً» أعبدهم «إِنْ يُرِدْنِ اَلرَّحْمََنُ بِضُرٍّ» أي إن أراد الله إهلاكي و الإضرار بي «لاََ تُغْنِ عَنِّي شَفََاعَتُهُمْ شَيْئاً» أي لا تدفع و لا تمنع شفاعتهم عني شيئا و المعنى لا شفاعة لهم فتغني «وَ لاََ يُنْقِذُونِ» أي و لا يخلصوني من ذلك الهلاك أو الضرر و المكروه‌} «إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ» أي إني إن فعلت ذلك في عدوك عن الحق واضح و الوجه في هذا الاحتجاج أن العبادة لا يستحقها إلا الله سبحانه المنعم بأصول النعم و بما لا توازيه نعمة منعم‌} «إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ» الذي خلقكم و أخرجكم من العدم إلى الوجود «فَاسْمَعُونِ» أي فاسمعوا قولي و اقبلوه عن وهب و قيل أنه خاطب بذلك الرسل‌أي فاسمعوا ذلك مني حتى تشهدوا لي به عند الله عن ابن مسعود قال ثم إن قومه لما سمعوا ذلك القول منه وطئوه بأرجلهم حتى مات فأدخله الله الجنة و هو حي فيها يرزق و هو قوله‌} «قِيلَ اُدْخُلِ اَلْجَنَّةَ» و قيل رجموه حتى قتلوه عن قتادة و قيل إن القوم لما أرادوا أن يقتلوه رفعه الله إليه فهو في الجنة لا يموت إلا بفناء الدنيا و هلاك الجنة عن‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 658
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست