responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 628

628

(1) - حِزْبَهُ» أي أتباعه و أولياءه و أصحابه «لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحََابِ اَلسَّعِيرِ» أي النار المسعرة و المعنى أنه لا سلطان له على المؤمنين و لكنه يدعو أتباعه إلى ما يستحقون به النار ثم بين سبحانه حال من أجابه و حال من خالفه فقال‌} «اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذََابٌ شَدِيدٌ» جزاء على كفرهم «وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» من الله لذنوبهم «وَ أَجْرٌ كَبِيرٌ» أي ثواب عظيم ثم قال سبحانه مقررا لهم‌} «أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً» يعني الكفار زينت لهم نفوسهم أعمالهم السيئة فتصوروها حسنة أو زينها الشيطان لهم بأن أمالهم إلى الشبه المضلة و ترك النظر في الأدلة و أغواهم حتى تشاغلوا بما فيه عاجل اللذة و طرح الكلفة و خبر قوله «أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ» محذوف أي أ هو كمن علم الحسن و القبيح و عمل بما علم و لم يزين له سوء عمله و قيل تقديره كمن هداه الله و قيل كمن زين له صالح عمله «فَإِنَّ اَللََّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشََاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشََاءُ» مر بيانه «فَلاََ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرََاتٍ» أي لا تهلك نفسك يا محمد عليهم حسرة و لا يغمك حالهم إذ كفروا و استحقوا العقاب و هو مثل قوله‌ «لَعَلَّكَ بََاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاََّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ» و الحسرة شدة الحزن على ما فأت من الأمر «إِنَّ اَللََّهَ عَلِيمٌ بِمََا يَصْنَعُونَ» فيجازيهم عليه ثم عاد سبحانه إلى ذكر أدلة التوحيد فقال «وَ اَللََّهُ اَلَّذِي أَرْسَلَ اَلرِّيََاحَ فَتُثِيرُ سَحََاباً» أي تهيجه و تزعجه من حيث هو «فَسُقْنََاهُ» أي فسقنا السحاب «إِلى‌ََ بَلَدٍ مَيِّتٍ» أي قحط و جدب لم يمطر فيمطر على ذلك البلد «فَأَحْيَيْنََا بِهِ» أي بذلك المطر و الماء «اَلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا» بأن أنبتنا فيها الزرع و الكلأ بعد أن لم يكن «كَذََلِكَ اَلنُّشُورُ» أي كما فعل هذا بهذه الأرض الجدبة من إحيائها بالزرع و النبات ينشر الخلائق بعد موتهم و يحشرهم للجزاء من الثواب و العقاب‌} «مَنْ كََانَ يُرِيدُ اَلْعِزَّةَ فَلِلََّهِ اَلْعِزَّةُ جَمِيعاً» اختلف في معناه فقيل المعنى من كان يريد علم العزة و هي القدرة على القهر و الغلبة لمن هي فإنها لله جميعا عن الفراء و قيل معناه من أراد العزة فليتعزز بطاعة الله فإن الله تعالى يعزه عن قتادة يعني أن قوله «فَلِلََّهِ اَلْعِزَّةُ جَمِيعاً» معناه الدعاء إلى طاعة من له العزة كما يقال من أراد المال فالمال لفلان أي فليطلبه من عنده يدل على صحة هذا ما رواه‌ أنس عن النبي ص أنه قال أن ربكم يقول كل يوم أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز

«إِلَيْهِ يَصْعَدُ اَلْكَلِمُ اَلطَّيِّبُ» و الكلم جمع الكلمة يقال هذا كلم و هذه كلم فيذكر و يؤنث و كل جمع ليس بينه و بين واحده إلا الهاء يجوز فيه التذكير و التأنيث و معنى الصعود هاهنا القبول من صاحبه و الإثابة عليه و كلما يتقبله الله سبحانه من الطاعات يوصف بالرفع و الصعود لأن الملائكة يكتبون أعمال بني آدم و يرفعونها إلى حيث شاء الله تعالى و هذا كقوله‌ إِنَّ كِتََابَ اَلْأَبْرََارِ لَفِي عِلِّيِّينَ و قيل معنى إليه يصعد إلى سمائه و إلى حيث لا يملك الحكم‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 628
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست