responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 601

(1) - الجن موتي ليعلم الإنس أنهم لا يعلمون الغيب و كان قد بقي من بنائه سنة و قال لأهله لا تخبروا الجن بموتي حتى يفرغوا من بنائه و دخل محرابه و قام متكئا على عصاه فمات‌و بقي قائما سنة و تم البناء ثم سلط الله على منسأته الأرضة حتى أكلتها فخر ميتا فعرف الجن موته و كانوا يحسبونه حيا لما كانوا يشاهدون من طول قيامه قبل ذلك و قيل أن في إماتته قائما و بقائه كذلك أغراضا منها إتمام البناء و منها أن يعلم الإنس أن الجن لا تعلم الغيب و أنهم في ادعاء ذلك كاذبون و منها أن يعلم أن من حضر أجله فلا يتأخر إذ لم يؤخر سليمان مع جلالته و روي أنه أطلعه الله سبحانه على حضور وفاته فاغتسل و تحنط و تكفن و الجن في عملهم و روى أبو بصير عن أبي جعفر (ع) قال أن سليمان أمر الشياطين فعملوا له قبة من قوارير فبينا هو قائم متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف يعملون و هم ينظرون إليه و لا يصلون إليه إذا رجل معه في القبة فقال من أنت فقال أنا الذي لا أقبل الرشى و لا أهاب الملوك فقبضه و هو قائم متكئ على عصاه في القبة قال فمكثوا سنة يعملون له حتى بعث الله الأرضة فأكلت منسأته‌ و في حديث آخر عن أبي عبد الله (ع) قال فكان آصف يدبر أمره حتى دبت الأرضة

«فَلَمََّا خَرَّ» أي سقط سليمان ميتا «تَبَيَّنَتِ اَلْجِنُّ» أي ظهرت الجن فانكشف للناس «أَنْ لَوْ كََانُوا يَعْلَمُونَ اَلْغَيْبَ مََا لَبِثُوا فِي اَلْعَذََابِ اَلْمُهِينِ» معناه في الأعمال الشاقة و إنما سماها عذابا للمشاق التي فيها لا أنه كان عذابا فليس ذلك إلا أن يكون عبادة له أو بمنزلة ما يعوضون عليه أي ما عملوا مسخرين لسليمان و هو ميت و هم يظنون أنه حي و قيل أن المعنى تبينت عامة الجن و ضعفتهم أن رؤساءهم لا يعلمون الغيب لأنهم كانوا يوهمونهم أنهم يعلمون الغيب و قيل معناه تبينت الإنس أن الجن كانوا لا يعلمون الغيب فإنهم كانوا يوهمون الإنس إنا نعلم الغيب و إنما قال تبينت الجن كما يقول من يناظر غيره و يلزمه الحجة هل تبين لك أنك على باطل و على هذا تدل قراءة من قرأ تبينت الإنس و قد مضى بيانه و ذكر أهل التاريخ أن عمر سليمان كان ثلاثا و خمسين سنة مدة ملكه منها أربعون سنةو ملك يوم ملك و هو ابن ثلاث عشرة سنة و ابتدأ في بناء بيت المقدس لأربع سنين مضين من ملكه و الله أعلم و أما الوجه في عمل الجن تلك الأعمال العظيمة فهو أن الله تعالى زاد في أجسامهم و قوتهم و غير خلقهم عن خلق الجن الذين لا يرون للطافتهم و رقة أجسامهم على سبيل الإعجاز الدال على نبوة سليمان فكانوا بمنزلة الأسراء في يده و كانوا تتهيأ لهم الأعمال التي كان يكلفها إياهم ثم لما مات (ع) جعل الله خلقهم على ما كانوا عليه فلا يتهيأ لهم في هذا الزمان شي‌ء من ذلك.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 601
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست