responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 593

(1) - الموقع في النحو استخرجته من كلام أبي علي . «أَفْتَرى‌ََ» أصله أ فترى دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل فأسقطتها.

ـ

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه المؤمنين و اعترافهم بما جحده من تقدم ذكرهم من الكافرين فقال «وَ يَرَى اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْعِلْمَ» أي و يعلم الذين أعطوا المعرفة بوحدانية الله تعالى و هم أصحاب محمد ص عن قتادة و قيل هم المؤمنون من أهل الكتاب عن الضحاك و قيل هم كل من أوتي العلم بالدين و هذا أولى لعمومه «اَلَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ» يعني القرآن «هُوَ اَلْحَقَّ» أي يعلمونه الحق لأنهم يتدبرونه و يتفكرون فيه فيعلمون بالنظر و الاستدلال أنه ليس من قبل البشر فهؤلاء لطف الله سبحانه لهم بما أداهم إلى العلم فكأنه سبحانه قد أتاهم العلم و قوله «وَ يَهْدِي» أي و يعلمون أنه يهدي إلى القرآن و يرشد «إِلى‌ََ صِرََاطِ اَلْعَزِيزِ اَلْحَمِيدِ» أي دين القادر الذي لا يغالب المحمود على جميع أفعاله و هو الله تعالى و في هذه الآية دلالة على فضيلة العلم و شرف العلماء و عظم أقدارهم ثم عاد سبحانه إلى الحكاية عن الكفار فقال‌} «وَ قََالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» أي بعضهم لبعض أو القادة للأتباع على وجه الاستبعاد و التعجب «هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى‌ََ رَجُلٍ» يعنون محمدا ص «يُنَبِّئُكُمْ إِذََا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» أي يزعم أنكم تبعثون بعد أن تكونوا عظاما و رفاتا و ترابا و هو قوله «إِذََا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ» أي فرقتم كل تفريق و قطعتم كل تقطيع و أكلتكم الأرض و السباع و الطيور و الجديد المستأنف المعاد و المعنى إنكم يجدد خلقكم بأن تنشروا و تبعثوا} «أَفْتَرى‌ََ عَلَى اَللََّهِ كَذِباً» معناه هل كذب على الله متعمدا حين زعم أنا نبعث بعد الموت و هو استفهام تعجب و إنكار «أَمْ بِهِ جِنَّةٌ» أي جنون فهو يتكلم بما لا يعلم‌ثم رد سبحانه عليهم قولهم فقال «بَلِ» ليس الأمر على ما قالوا من الافتراء و الجنون «اَلَّذِينَ لاََ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» أي هؤلاء الذين لا يصدقون بالبعث و الجزاء و الثواب و العقاب «فِي اَلْعَذََابِ» في الآخرة «وَ اَلضَّلاََلِ اَلْبَعِيدِ» من الحق في الدنيا ثم وعظهم سبحانه ليعتبروا فقال‌} «أَ فَلَمْ يَرَوْا» أي أ فلم ينظر هؤلاء الكفار «إِلى‌ََ مََا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مََا خَلْفَهُمْ مِنَ اَلسَّمََاءِ وَ اَلْأَرْضِ» كيف أحاطت بهم و ذلك أن الإنسان حيث ما نظر رأى السماء و الأرض قدامه و خلفه و عن يمينه و عن شماله فلا يقدر على الخروج منها و قيل معناه أ فلم يتدبروا و يتفكروا في السماء و الأرض فيستدلوا بذلك على قدرة الله تعالى ثم ذكر سبحانه قدرته على إهلاكهم فقال‌ «إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ اَلْأَرْضَ» كما خسفنا بقارون «أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ اَلسَّمََاءِ» أي قطعة من السماء تغطيهم و تهلكهم «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيَةً» معناه إن فيما ترون من السماء و الأرض لدلالة على قدرة الله على البعث‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 593
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست