responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 549

549

(1) - اَلْأَحْزََابَ» أي و لما عاين المصدقون بالله و رسوله الجماعة التي تحزبت على قتال النبي ص مع كثرتهم «قََالُوا هََذََا مََا وَعَدَنَا اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اَللََّهُ وَ رَسُولُهُ» اختلف في معناه على قولين (أحدهما) أن النبي ص كان قد أخبرهم أنه يتظاهر عليهم الأحزاب و يقاتلونهم و وعدهم الظفر بهم‌فلما رأوهم تبين لهم مصداق قوله و كان ذلك معجزا له «وَ مََا زََادَهُمْ» مشاهدة عدوهم «إِلاََّ إِيمََاناً» أي تصديقا بالله و رسوله «وَ تَسْلِيماً» لأمره عن الجبائي (و الآخر) أن الله تعالى وعدهم في سورة البقرة بقوله‌ «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا اَلْجَنَّةَ وَ لَمََّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ اَلَّذِينَ خَلَوْا» إلى قوله‌ «إِنَّ نَصْرَ اَللََّهِ قَرِيبٌ» ما سيكون من الشدة التي تلحقهم من عدوهم فلما رأوا الأحزاب يوم الخندق قالوا هذه المقالة علما منهم‌أنه لا يصيبهم إلا ما أصاب الأنبياء و المؤمنين قبلهم و زادهم كثرة المشركين تصديقا و يقينا و ثباتا في الحرب عن قتادة و غيره‌} «مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اَللََّهَ عَلَيْهِ» أي بايعوا أن لا يفروا فصدقوا في لقائهم العدو «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‌ََ نَحْبَهُ» أي مات أو قتل في سبيل الله فأدرك ما تمنى فذلك قضاء النحب و قيل قضى نحبه معناه فرغ من عمله و رجع إلى ربه يعني من استشهد يوم أحد عن محمد بن إسحاق و قيل معناه قضى أجله على الوفاء و الصدق عن الحسن و قال ابن قتيبة أصل النحب النذر و كأن قوما نذروا إن يلقوا العدو أن يقاتلوا حتى يقتلوا أو يفتح الله فقتلوا فقيل فلان قضى نحبه إذا قتل و روي عن أنس بن مالك أن عمه غاب عن قتال بدر فقال غبت عن أول قتال قاتله رسول الله مع المشركين لئن أراني الله قتالا للمشركين ليرين الله ما أصنع‌فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين و أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم فلقيه سعد دون أحد فقال أنا معك قال سعد فلم أستطع أن أصنع ما صنع فوجد فيه بضع و ثمانون ما بين ضربة بسيف و طعنة برمح و رمية بسهم كنا نقول فيه و في أصحابه نزلت «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‌ََ نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ» رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سعيد الخزامي عن عبد الأعلى عن حميد بن أنس و قال ابن إسحاق «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‌ََ نَحْبَهُ» من استشهد يوم بدر و أحد «وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ» ما وعد الله من نصرة أو شهادة على ما مضى عليه أصحابه «وَ مََا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً» أي ما غيروا العهد الذي عاهدوا ربهم كما غير المنافقون قال ابن عباس «مَنْ قَضى‌ََ نَحْبَهُ» حمزة بن عبد المطلب و من قتل معه و أنس بن النضر و أصحابه و قال الكلبي ما بدلوا العهد بالصبر و لا نكثوه بالفرارو روي الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن علي (ع) قال فينا نزلت «رِجََالٌ صَدَقُوا مََا عََاهَدُوا اَللََّهَ عَلَيْهِ» فأنا و الله المنتظر و ما بدلت تبديلا «لِيَجْزِيَ اَللََّهُ اَلصََّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ» أي صدق المؤمنون في عهودهم ليجزيهم الله بصدقهم «وَ يُعَذِّبَ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست