responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 510

(1) - كأنهم في غفلة عما لزمهم من حق نعم الله و ما خلقهم له من العبادة عن ابن عباس «لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ» أي ليهتدوا ثم ذكر سبحانه الدلالة على وحدانيته فقال‌ «اَللََّهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ مََا بَيْنَهُمََا فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ» أي فيما قدره ستة أيام لأن قبل الشمس لم يكن ليل و لا نهار «ثُمَّ اِسْتَوى‌ََ عَلَى اَلْعَرْشِ» بالقهر و الاستعلاء و هو مفسر في سورة الأعراف «مََا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لاََ شَفِيعٍ» أي ليس لكم من دون عذابه ولي أي قريب ينفعكم و يرد عذابه عنكم و لا شفيع يشفع لكم و قيل من ولي أي من ناصر ينصركم من دون الله «أَ فَلاََ تَتَذَكَّرُونَ» أي أ فلا تتفكرون فيما قلناه و تعتبرون به فتعلموا صحة ما بيناه لكم‌} «يُدَبِّرُ اَلْأَمْرَ مِنَ اَلسَّمََاءِ إِلَى اَلْأَرْضِ» أي خلقهما و ما بينهما في هذه المدة يدير الأمور كلها و يقدرها على حسب إرادته فيما بين السماء و الأرض و ينزله مع الملك إلى الأرض «ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ» الملك أي يصعد إلى المكان الذي أمره الله تعالى أن يصعد إليه «فِي يَوْمٍ كََانَ مِقْدََارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمََّا تَعُدُّونَ» أي يوم كان مقداره لو سارة غير الملك ألف سنة مما يعده البشر خمس مائة عام نزوله و خمس مائة عام صعوده و قوله «يَعْرُجُ إِلَيْهِ» يعني إلى الموضع الذي أمره بالعروج إليه كقول إبراهيم إِنِّي ذََاهِبٌ إِلى‌ََ رَبِّي سَيَهْدِينِ أي إلى أرض الشام التي أمرني ربي بالذهاب إليها و قوله‌ «وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهََاجِراً إِلَى اَللََّهِ وَ رَسُولِهِ» يعني إلى المدينة و لم يكن الله سبحانه بالشام و لا بالمدينة و معناه أنه ينزل الملك بالتدبير أو الوحي و يصعد إلى السماء فيقطع في يوم واحد من أيام الدنيا مسافة ألف سنة مما تعدونه أنتم لأن ما بين السماء و الأرض مسيرة خمسمائة عام لابن آدم و هذا معنى قول ابن عباس و الحسن و الضحاك و قتادة و هو اختيار الجبائي و قيل معناه أنه يدبر الأمر سبحانه و يقضي أمر كل شي‌ء لألف سنة في يوم واحد ثم يلقيه إلى ملائكته فإذا مضى الألف سنة قضى لألف سنة أخرى ثم كذلك أبدا عن مجاهد و قيل معناه يدبر أمر الدنيا فينزل القضاء و التدبير من السماء إلى الأرض مدة أيام الدنيا ثم يرجع الأمر و يعود التدبير إليه بعد انقضاء الدنيا و فنائها حتى يتقطع أمر الأمراء و حكم الحكام و ينفرد الله بالتدبير في يوم كان مقداره ألف سنة و هو يوم القيامة فالمدة المذكورة مدة يوم القيامة إلى أن يستقر الخلق في الدارين عن ابن عباس أيضا فأما قوله‌ «فِي يَوْمٍ كََانَ مِقْدََارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ» فإنه أراد سبحانه على الكافر جعل الله ذلك اليوم مقدار خمسين ألف سنة فإن المقامات في يوم القيامة مختلفة و قيل إن المراد بالأول إن مسافة الصعود و النزول إلى السماء الدنيا في يوم واحد للملك مقدار مسيرة ألف سنة لغير الملك من بني آدم و إلى السماء السابعة مقدار مسيرة خمسين ألف سنة و قيل إن الألف سنة للنزول و العروج و الخمسين ألف سنة لمدة القيامة.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست