responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 507

(1) - البحر فأصابتهم ريح عاصفة فقال أهل السفينة أخلصوا فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئا هاهنا فقال عكرمة لئن لم ينجي في البحر إلا الإخلاص ما ينجيني في البر غيره اللهم إن لك علي عهدا إن أنت عافيتني مما أنا فيه إن آتي محمدا ص حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفوا كريما فجاء فأسلم و قيل فمنهم مقتصد معناه على طريقة مستقيمة و صلاح من الأمر عن ابن زيد و قيل ثابت على إيمانه عن الحسن و قيل موف بعهده في البر عن ابن عباس و قيل مقتصد في قوله مضمر لكفره عن مجاهد ثم ذكر الذين تركوا التوحيد في البر فقال «وَ مََا يَجْحَدُ بِآيََاتِنََا إِلاََّ كُلُّ خَتََّارٍ» بعهده أي غادرا سوء الغدر و أقبحه «كَفُورٍ» لله في نعمه ثم خاطب سبحانه جميع المكلفين فقال‌} «يََا أَيُّهَا اَلنََّاسُ اِتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اِخْشَوْا يَوْماً لاََ يَجْزِي وََالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ» يعني يوم القيامة لا يغني فيه أحد عن أحد لا والد عن ولده «وَ لاََ مَوْلُودٌ هُوَ جََازٍ عَنْ وََالِدِهِ شَيْئاً» كل امرء تهمة نفسه «إِنَّ وَعْدَ اَللََّهِ» بالبعث و الجزاء و الثواب و العقاب «حَقٌّ» لا خلف فيه «فَلاََ تَغُرَّنَّكُمُ اَلْحَيََاةُ اَلدُّنْيََا» أي لا يغرنكم الإمهال عن الانتقام و الآمال و الأموال عن الإسلام و معناه لا تغتروا بطول السلامة و كثرة النعمة فإنهما عن قريب إلى زوال و انتقال «وَ لاََ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللََّهِ اَلْغَرُورُ» و هو الشيطان عن مجاهد و قتادة و الضحاك و قيل هو تمنيك المغفرة في عمل المعصية عن سعيد بن جبير و قيل كل شي‌ء غرك حتى تعصي الله و تترك ما أمرك الله به فهو غرور شيطانا كان أو غيره عن أبي عبيدة و في الحديث الكيس من دان نفسه و عمل لها بعد الموت و الفاجر من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله‌ و في الشواذ قراءة سماك بن حرب الغرور بضم الغين‌و على هذا فيكون المعنى و لا يغرنكم غرور الدنيا بخدعها الباطلة أو غرور النفس بشهواتها الموبقة} «إِنَّ اَللََّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلسََّاعَةِ» أي استأثر سبحانه به و لم يطلع عليه أحد من خلقه فلا يعلم وقت قيام الساعة سواه «وَ يُنَزِّلُ اَلْغَيْثَ» فيما يشاء من زمان أو مكان و الصحيح أن معناه و يعلم نزول الغيث في مكانه و زمانه كما جاء في الحديث إن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله و قرأ هذه الآية

«وَ يَعْلَمُ مََا فِي اَلْأَرْحََامِ» أي و يعلم ما في أرحام الحوامل أ ذكر أم أنثى أ صحيح أم سقيم واحد أو أكثر «وَ مََا تَدْرِي نَفْسٌ مََا ذََا تَكْسِبُ غَداً» أي ما ذا تعمل في المستقبل و قيل ما يعلم بقاءه غدا فكيف يعلم تصرفه «وَ مََا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ» أي في أي أرض يكون موته و قيل أنه إذا رفع خطوة لم يدر أنه يموت قبل أن يضع الخطوة أم لا و إنما قال بأي أرض لأنه أراد بالأرض المكان و لو قال بأية أرض لجاز و روي أن ذلك قراءة أبي و قد روي عن أئمة الهدى (ع) أن هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل و التحقيق غيره تعالى‌ «إِنَّ اَللََّهَ عَلِيمٌ» بهذه الأشياء «خَبِيرٌ» بها.

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست