responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 506

(1) - و يقال جزيت عنك أجزي أي أغنيت عنك و فيه لغة أخرى أجزأت عنك أجزئ بالهمز .

الإعراب‌

«فَلَمََّا نَجََّاهُمْ» العامل في لما معنى مقتصد و تقديره اقتصدوا «وَ اِخْشَوْا يَوْماً» انتصب يوما بأنه مفعول به. «لاََ يَجْزِي» في موضع نصب بأنه صفة يوم و التقدير لا يجزي فيه والد عن ولده و لا يكون مولود هو جاز عن والده شيئا انتصب شيئا بأنه مفعول جاز و مفعول يجزي محذوف و يجوز أن يكون سد مسد مفعوليهما جميعا.

المعنى‌

ثم أكد سبحانه ما تقدم من الأدلة على وحدانيته و نعمه على بريته فقال «أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اَلْفُلْكَ تَجْرِي فِي اَلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اَللََّهِ» أي أ لم تعلم أيها الإنسان أن السفن تجري في البحر بنعمة الله عليكم «لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيََاتِهِ» أي بعض أدلته الدالة على وحدانيته و وجه الدلالة من ذلك أن الله تعالى يجري السفن بالرياح التي يرسلها في الوجوه التي يريدون المسير فيها و لو اجتمع جميع الخلق ليجروا الفلك في بعض الجهات المخالفة لجهة الرياح لما قدروا عليه و في ذلك أعظم دلالة على أن المجري لها بالرياح هو القادر الذي لا يعجزه شي‌ء فذلك بعض الأدلة الدالة عليه فلذلك قال من آياته «إِنَّ فِي ذََلِكَ» أي في تسخير الفلك و إجرائها على البحر و إجراء الريح على وفقها «لَآيََاتٍ» أي دلالات «لِكُلِّ صَبََّارٍ» على مشاق التكليف «شَكُورٍ» لنعم الله تعالى عليه و إنما قال ذلك ليدل على أن الصبر على بلائه و الشكر لنعمائه أفضل الطاعات قال الشعبي الصبر نصف الإيمان و الشكر نصف الإيمان و اليقين الإيمان كله و في الحديث الإيمان نصفان نصف صبر و نصف شكر و على هذا فكأنه سبحانه قال إن ذلك لآيات لكل مؤمن‌} «وَ إِذََا غَشِيَهُمْ» أي إذا غشي أصحاب السفن الراكبي البحر «مَوْجٌ» و هو هيجان البحر «كَالظُّلَلِ» في ارتفاعه و تغطيته ما تحته شبه الموج بالسحاب الذي يركب بعضه على بعض عن قتادة و قيل يريد كالجبال عن مقاتل «دَعَوُا اَللََّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ» أي إن خافوا الغرق و الهلاك فأخلصوا في الدعاء لله في هذه الحال «فَلَمََّا نَجََّاهُمْ» أي خلصهم «إِلَى اَلْبَرِّ» و سلمهم من هول البحر «فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ» أي عدل في الوفاء في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له و قيل إن هذا كان سبب إسلام عكرمة بن أبي جهل و هو إخلاصهم الدعاء في البحر روى السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله ص الناس إلا أربعة نفر قال اقتلوهم و إن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل و عبد الله بن أخطل و قيس بن صبابة و عبد الله بن سعد بن أبي سرح فأما عكرمة فركب‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست