responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 494

(1) - الناس أ لست كنت ترعى معنا فقال نعم قال فمن أين أوتيت ما أرى قال قدر الله و أداء الأمانة و صدق الحديث و الصمت عما لا يعنيني و قيل إنه كان ابن أخت أيوب عن وهب و قيل كان ابن خالة أيوب عن مقاتل و روي عن نافع عن ابن عمر قال سمعت رسول الله ص يقول حقا أقول لم يكن لقمان نبيا و لكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه و من عليه بالحكمة كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق فأجاب الصوت إن خيرني ربي قبلت العافية و لم أقبل البلاء و إن عزم علي فسمعا و طاعة فإني أعلم أنه إن فعل بي ذلك أعانني و عصمني فقالت الملائكة بصوت لا يراهم لم يا لقمان قال لأن الحكم أشد المنازل و آكدها يغشاه الظلم من كل مكان إن وقى فبالحري أن ينجو و إن أخطأ أخطأ طريق الجنة و من يكن في الدنيا ذليلا و في الآخرة شريفا خير من أن يكون في الدنيا شريفا و في الآخرة ذليلا و من يختر الدنيا على الآخرة تفته الدنيا و لا يصيب الآخرة فتعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فأعطي الحكمة فانتبه يتكلم بها ثم كان يؤازر داود بحكمته فقال له داود طوبى لك يا لقمان أعطيت الحكمة و صرفت عنك البلوى‌ «أَنِ اُشْكُرْ لِلََّهِ» معناه و قلنا له اشكر لله تعالى على ما أعطاك من الحكمة «وَ مَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمََا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ» أي من يشكر نعمة الله و نعمة من أنعم عليه فإنه إنما يشكر لنفسه لأن ثواب شكره عائد عليه و يستحق مزيد النعمة و الزيادة الحاصلة بالشكر تكون له «وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللََّهَ غَنِيٌّ» عن شكر الشاكرين «حَمِيدٌ» أي محمود على أفعاله‌و قيل مستحمد إلى خلقه بالإنعام عليهم و الشكر لا يكون إلا على نعمة سبقت فهو يقتضي منعما فعلى هذا لا يصح أن يشكر الإنسان نفسه كما لا يصح أن يكون منعما على نفسه و يجري مجرى الدين في أنه حق لغيره عليه يلزمه أداؤه فكما لا يصح أن يقرض نفسه فكذلك لا يصح أن ينعم على نفسه‌} «وَ إِذْ قََالَ لُقْمََانُ لاِبْنِهِ» معناه و اذكر يا محمد إذ قال لقمان لابنه و يجوز أيضا أن يتعلق إذ بقوله «وَ لَقَدْ آتَيْنََا لُقْمََانَ اَلْحِكْمَةَ» إذ قال لابنه «وَ هُوَ يَعِظُهُ» أي يؤدبه و يذكره أي في حال ما يعظه «يََا بُنَيَّ لاََ تُشْرِكْ بِاللََّهِ» أي لا تعدل بالله شيئا في العبادة «إِنَّ اَلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ» أصل الظلم النقصان و منع الواجب فمن أشرك بالله فقد منع ما وجب لله عليه من معرفة التوحيد فكان ظالما و قيل إنه ظلم نفسه ظلما عظيما بأن أوبقها} «وَ وَصَّيْنَا اَلْإِنْسََانَ بِوََالِدَيْهِ» لما قدم الأمر بشكر النعمة أتبعه بالتنبيه على وجوب الشكر لكل منعم فبدأ بالوالدين أي أمرناه بطاعة الوالدين و شكرهما و الإحسان إليهما و إنما قرن شكرهما بشكره لأنه الخالق المنشئ و هما السبب في الإنشاء و التربية ثم بين سبحانه زيادة نعمة الأم فقال «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى‌ََ وَهْنٍ» معناه ضعفا على ضعف عن الضحاك و الحسن يعني ضعف‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 494
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست