responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 483

(1) - يجوز أن يكون كيف في موضع نصب على الحال من يحيي و ذو الحال الضمير المستكن في يحيي أو الأرض و التقدير أ مبدعا يحيي الأرض أم لا أو مبدعه يحيي الأرض أم لا و يجوز أن يكون على تقدير المصدر أي أي إحياء يحيي الأرض قال ابن جني و الجملة منصوبة الموضع على الحال حملا على المعنى لا على اللفظ و ذلك أن اللفظ استفهام و الحال ضرب من الخبر و الاستفهام و الخبر معنيان متدافعان و تلخيص كونها حالا أنه كأنه قال فانظر إلى آثار رحمة الله محيية للأرض كما أن قوله:

ما زلت أسعى بينهم و أختبط # حتى إذا جاء الظلام المختلط

جاءوا بضيح هل رأيت الذئب قط

فقوله:

هل رأيت الذئب قط

جملة استفهامية في موضع وصف لضيح حملا على المعنى دون اللفظ فكأنه قال جاءوا بضيح يشبه لونه لون الذئب و الضيح اللبن المخلوط بالماء و هو يضرب إلى الخضرة و الطلسة .

ـ

المعنى‌

و لما وعد الله سبحانه و أوعد فكان قائلا قال ما أصل ما يجزي الله عليه بالخير فقيل العبادة و أصل عبادة الله معرفته و معرفته إنما تكون بأفعاله فقال «وَ مِنْ آيََاتِهِ» أي و من أفعاله الدالة على معرفته «أَنْ يُرْسِلَ اَلرِّيََاحَ مُبَشِّرََاتٍ» بالمطر فكأنها ناطقات بالبشارة لما فيها من الدلالة عليه و إرسال الرياح تحريكها و إجراؤها في الجهات المختلفة تارة شمالا و تارة جنوبا صبا و أخرى دبورا على حسب ما يعلم الله في ذلك من المصلحة «وَ لِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ» أي و ليصيبكم من نعمته و هي الغيث و تقديره أنه يرسل الرياح للبشارة و الإذاقة من الرحمة «وَ لِتَجْرِيَ اَلْفُلْكُ» بها «بِأَمْرِهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ» أي و لتطلبوا بركوب السفن الأرياح و قيل لتطلبوا بالأمطار فيما تزرعونه من فضل الله «وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» نعمة الله تلطف سبحانه بلفظ لعلكم في الدعاء إلى الشكر كما تلطف في الدعاء إلى البر بقوله‌ مَنْ ذَا اَلَّذِي يُقْرِضُ اَللََّهَ قَرْضاً حَسَناً ثم خاطب سبحانه نبيه ص تسلية له في تكذيب قومه إياه فقال‌} «وَ لَقَدْ أَرْسَلْنََا مِنْ قَبْلِكَ» يا محمد «رُسُلاً إِلى‌ََ قَوْمِهِمْ فَجََاؤُهُمْ بِالْبَيِّنََاتِ» أي بالمعجزات و الآيات الباهرات و هاهنا حذف تقديره فكذبوهم و جحدوا بآياتنا فاستحقوا العذاب «فَانْتَقَمْنََا مِنَ‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 483
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست