responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 474

(1) - كما تكون بين الأحرار و معنى أنفسكم هاهنا أمثالكم من الأحرار كقوله‌ «وَ لاََ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ» و كقوله‌ «ظَنَّ اَلْمُؤْمِنُونَ وَ اَلْمُؤْمِنََاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً» أي بأمثالهم من المؤمنين و المؤمنات و المعنى أنكم إذا لم ترضوا في عبيدكم أن يكونوا شركاء لكم في أموالكم و أملاككم فكيف ترضون لربكم أن يكون له شركاء في العبادة قال سعيد بن جبير لأنه كانت تلبية قريش لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه و ما ملك فأنزل الله تعالى الآية ردا عليهم و إنكارا لقولهم «كَذََلِكَ» أي كما ميزنا لكم هذه الأدلة «نُفَصِّلُ اَلْآيََاتِ» أي الأدلة «لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» فيتدبرون ذلك ثم قال سبحانه مبينا لهم أنهم إنما اتبعوا أهواءهم فيما أشركوا به‌} «بَلِ اِتَّبَعَ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا» أي أشركوا بالله «أَهْوََاءَهُمْ» في الشرك «بِغَيْرِ عِلْمٍ» يعلمونه جاءهم من الله «فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اَللََّهُ» أي فمن يهدي إلى الثواب و الجنة من أضله الله عن ذلك عن الجبائي و قيل معناه من أضل عن الله الذي هو خالقه و رازقه و المنعم عليه مع ما نصبه له من الأدلة فمن يهديه بعد ذلك عن أبي مسلم قال و هو من قولهم أضل فلان بعيره بمعنى ضل بعيره عنه قال الشاعر:

هبوني امرءا منكم أضل بعيره # له ذمة إن الذمام كثير

و إنما المعنى ضل بعيره عنه «وَ مََا لَهُمْ مِنْ نََاصِرِينَ» ينصرونهم و يدفعون عنهم عذاب الله تعالى إذا حل بهم ثم خاطب سبحانه نبيه ص و المراد جميع المكلفين و قال‌} «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ» أي أقم قصدك للدين و المعنى كن معتقدا للدين و قيل معناه اثبت و دم على الاستقامة و قيل معناه أخلص دينك عن سعيد بن جبير و قيل معناه سدد عملك فإن الوجه ما يتوجه إليه‌و عمل الإنسان و دينه مما يتوجه الإنسان إليه لتشديده و إقامته «حَنِيفاً» أي مائلا إليه ثابتا عليه مستقيما فيه لا يرجع عنه إلى غيره «فِطْرَتَ اَللََّهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنََّاسَ عَلَيْهََا» فطرة الله الملة و هي الدين و الإسلام و التوحيد التي خلق الناس عليها و لها و بها أي لأجلها و التمسك بها فيكون كقوله‌ «وَ مََا خَلَقْتُ اَلْجِنَّ وَ اَلْإِنْسَ إِلاََّ لِيَعْبُدُونِ» و هو كما يقول القائل لرسوله بعثتك على هذا و لهذا و بهذا و المعنى واحد و منه‌ قول النبي ص كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه و ينصرانه و يمجسانه‌ و قيل معناه اتبع من الدين ما دلك عليه فطرة الله و هو ابتداء خلقه للأشياء لأنه خلقهم و ركبهم و صورهم على وجه يدل على أن لهم صانعا قادرا عالما حيا قديما واحدا لا يشبه شيئا و لا يشبهه شي‌ء عن أبي مسلم «لاََ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللََّهِ» أي لا تغيير لدين الله الذي أمر الناس بالثبات عليه في التوحيد و العدل و إخلاص العبادة لله عن الضحاك و مجاهد

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست