responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 473

(1) -

لعمرك ما أدري و إني لأوجل # على أينا تغدو المنية أول‌

فمعنى لأوجل أي وجل و قال الفرزدق :

إن الذي سمك السماء بنى لنا # بيتا دعائمه أعز و أطول‌

أي عزيزة طويلة و قد قيل فيه أنه أراد أعز و أطول من دعائم بيوت العرب و قال آخر:

تمنى رجال أن أموت و إن أمت # فتلك سبيل لست فيها بأوحد

أي بواحد هذا قول أهل اللغة (و الثاني) أنه إنما قال أهون لما تقرر في العقول إن إعادة الشي‌ء أهون من ابتدائه و معنى أهون أيسر و أسهل و هم كانوا مقرين بالابتداء فكأنه قال لهم كيف تقرون بما هو أصعب عندكم و تنكرون ما هو أهون عندكم (الثالث) إن الهاء في عليه يعود إلى الخلق و هو المخلوق أي و الإعادة على المخلوق أهون من النشأة الأولى لأنه إنما يقال له في الإعادة كن فيكون و في النشأة الأولى كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسيت العظام لحما ثم نفخ فيه الروح فهذا على المخلوق أصعب و الإنشاء يكون أهون عليه و هذا قول النحويين و مثله يروى عن ابن عباس قال و هو أهون على المخلوق لأنه يقول له يوم القيامة كن فيكون و أما ما يروى عن مجاهد أنه قال الإنشاء أهون عليه من الابتداء فقوله مرغوب عنه لأنه تعالى لا يكون عليه شي‌ء أهون من شي‌ء «وَ لَهُ اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلى‌ََ» أي و له الصفات العليا «فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» و هي أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له لأنها دائمة يصفه بها الثاني كما يصفه بها الأول عن قتادة و قيل هي أنه ليس كمثله شي‌ء عن ابن عباس و قيل هي جميع ما يختص به عز اسمه من الصفات العلى التي لا يشاركه فيها سواه و الأسماء الحسنى التي تفيد التعظيم كالقاهر و الإله «وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ» في ملكه «اَلْحَكِيمُ» في خلقه ثم احتج سبحانه على عبدة الأوثان فقال‌} «ضَرَبَ لَكُمْ» أيها المشركون «مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ» أي بين لكم شبها لحالكم ذلك المثل من أنفسكم ثم بينه فقال «هَلْ لَكُمْ مِنْ مََا مَلَكَتْ أَيْمََانُكُمْ» أي من عبيدكم و إمائكم «مِنْ شُرَكََاءَ فِي مََا رَزَقْنََاكُمْ» من المال و الأملاك و النعم أي هل يشاركونكم في أموالكم و هو قوله «فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوََاءٌ» أي فأنتم و شركاؤكم من عبيدكم و إمائكم فيما رزقناكم شرع سواء «تَخََافُونَهُمْ» أن يشاركوكم فيما ترثونه من آبائكم «كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ» أي كما يخاف الرجل الحر شريكه الحر في المال يكون بينهما أن ينفرد دونه فيه بأمر و كما يخاف الرجل شريكه في الميراث أن يشاركه لأنه يجب أن ينفرد به فهو يخاف شريكه يعني أن هذه الصفة لا تكون بين المالكين و المملوكين‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست