responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 447

(1) - بحدودها في مواقيتها «إِنَّ اَلصَّلاََةَ تَنْهى‌ََ عَنِ اَلْفَحْشََاءِ وَ اَلْمُنْكَرِ» في هذا دلالة على أن فعل الصلاة لطف للمكلف في ترك القبيح و المعاصي التي ينكرها العقل و الشرع فإن انتهى عن القبيح يكون توفيقا و إلا فقد أتى المكلف من قبل نفسه و قيل إن الصلاة بمنزلة الناهي بالقول إذا قال لا تفعل الفحشاء و المنكر و ذلك لأن فيها التكبير و التسبيح و التهليل و القراءة و الوقوف بين يدي الله تعالى و غير ذلك من صنوف العبادة و كل ذلك يدعو إلى شكله و يصرف عن ضده فيكون مثل الأمر و النهي بالقول و كل دليل مؤد إلى المعرفة بالحق فهو داع إليه و صارف عن الباطل الذي هو ضده و قيل معناه أن الصلاة تنهي صاحبها عن الفحشاء و المنكر ما دام فيها و قيل معناه أنه ينبغي أن تنهاه كقوله‌ وَ مَنْ دَخَلَهُ كََانَ آمِناً و قال ابن عباس في الصلاة منهي و مزدجر عن معاصي الله‌فمن لم تنهه صلاته عن المعاصي لم يزدد من الله إلا بعدا و قال الحسن و قتادة من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فليست صلاته بصلاة و هي وبال عليه و روي أنس بن مالك الجهني عن النبي ص قال إنه من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا و روي عن ابن مسعود أيضا عن النبي ص أنه قال لا صلاة لمن لم يطع الصلاة و طاعة الصلاة أن ينتهي عن الفحشاء و المنكر و معنى ذلك أن الصلاة إذا كانت ناهية عن المعاصي فمن أقامها ثم لم ينته عن المعاصي لم تكن صلاته بالصفة التي وصفها الله بها فإن تاب من بعد ذلك و ترك المعاصي فقد تبين أن صلاته كانت نافعة له ناهية و إن لم ينته إلا بعد زمان و روي أنس أن فتى من الأنصار كان يصلي الصلاة مع رسول الله ص و يرتكب الفواحش فوصف ذلك لرسول الله ص فقال إن صلاته تنهاه يوما و عن جابر قال قيل لرسول الله ص إن فلانا يصلي بالنهار و يسرق بالليل فقال إن صلاته لتردعه‌ و روى أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال من أحب أن يعلم أ قبلت صلاته أم لم تقبل فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء و المنكر فبقدر ما منعته قبلت منه‌ «وَ لَذِكْرُ اَللََّهِ أَكْبَرُ» أي و لذكر الله إياكم برحمته أكبر من ذكركم إياه بطاعته عن ابن عباس و سلمان و ابن مسعود و مجاهد و قيل معناه ذكر العبد لربه أكبر مما سواه و أفضل من جميع أعماله عن سلمان في رواية أخرى و ابن زيد و قتادة و روي ذلك عن أبي الدرداء و على هذا فيكون تأويله أن أكبر شي‌ء في النهي عن الفحشاء ذكر العبد ربه و أوامره و نواهيه و ما أعده من الثواب و العقاب فإنه أقوى لطف يدعو إلى الطاعة و ترك المعصية و هو أكبر من كل لطف و قيل معناه ذكر الله العبد في الصلاة أكبر من الصلاة عن أبي مالك و قيل إن ذكر الله هو التسبيح و التقديس و التهليل و هو أكبر و أحرى بأن ينهى عن الفحشاء و المنكر عن الفراء أي من كان ذاكرا لله فيجب أن ينهاه ذكره عن الفحشاء و المنكر و روي عن ثابت البناني قال إن رجلا أعتق أربع رقاب فقال رجل آخر سبحان الله و الحمد لله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست