نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 438
(1) - و هذا يتعلق بما قبله كان المنكرين للبعث قالوا إذا كان العذاب غير كائن في الدنيا فلا نبالي به فقال «وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ» و كأنهم قالوا إذا صرفنا إلى حكم الله فررنا فقال} «وَ مََا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاََ فِي اَلسَّمََاءِ» أي و لستم بفائتين عن الله في الدنيا و لا في الآخرة فاحذروا مخالفته و متى قيل كيف وصفهم بذلك و ليسوا من أهل السماء فالجواب عنه من وجهين (أحدهما) إن المعنى لستم بمعجزين فرارا في الأرض و لا في السماء لو كنتم في السماءكقولك ما يفوتني فلان هاهنا و لا بالبصرة يعني و لا بالبصرة لو صار إليها عن قطرب و هو معنى قول مقاتل (و الآخر) أن المعنى و لا من في السماء بمعجزين فحذف من لدلالة الكلام عليه كما قال حسان :
أ من يهجو رسول الله منكم # و يمدحه و ينصره سواء
فكأنه قال و من يمدحه و ينصره سواء أم لا يتساوون عن الفراء و هذا ضعيف عند البصريين «وَ مََا لَكُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لاََ نَصِيرٍ» ينصركم و يدفع عذاب الله عنكم فلا تغتروا بأن الأصنام تشفع لكم و قيل إن الولي الذي يتولى المعونة بنفسه و النصير يتولى النصرة تارة بنفسه و تارة بأن يأمر غيره به} «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِآيََاتِ اَللََّهِ» أي جحدوا بالقرآن و بأدلة الله «وَ لِقََائِهِ» أي و جحدوا بالبعث بعد الموت «أُولََئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي» أخبر أنه سبحانه آيسهم من رحمته و جنته أو يكون معناه يجب أن ييأسوا من رحمتي «وَ أُولََئِكَ لَهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ» أي مؤلم و في هذا دلالة على أن المؤمن بالله و اليوم الآخر لا ييأس من رحمة الله ثم عاد سبحانه إلى قصة إبراهيم فقال} «فَمََا كََانَ جَوََابَ قَوْمِهِ» يعني حين دعاهم إلى الله تعالى و نهاهم عن عبادة الأصنام «إِلاََّ أَنْ قََالُوا اُقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ» و في هذا تسفيه لهم إذ قالوا حين انقطعت حجتهم لا تحاجوه و لكن اقتلوه أو حرقوه ليتخلصوا منه «فَأَنْجََاهُ اَللََّهُ مِنَ اَلنََّارِ» و هاهنا حذف تقديره ثم اتفقوا على إحراقه فأججوا نارا فألقوه فيها فأنجاه الله منها «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ» أي علامات واضحات و حجج بينات «لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» بصحة ما أخبرناه به و بتوحيد الله و كمال قدرته} «وَ قََالَ» إبراهيم لقومه «إِنَّمَا اِتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اَللََّهِ أَوْثََاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ» أي لتتوادوا بها «فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» و قد تقدم بيانه في الحجة «ثُمَّ يَوْمَ اَلْقِيََامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ» أي يتبرأ القادة من الأتباع «وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً» أي و يلعن الأتباع القادة لأنهم زينوا لهم الكفر و قال قتادة كل خلة تنقلب يوم القيامة عداوة إلا خلة المتقين قال سبحانه اَلْأَخِلاََّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ اَلْمُتَّقِينَ«وَ مَأْوََاكُمُ اَلنََّارُ» أي و مستقركم النار «وَ مََا لَكُمْ مِنْ نََاصِرِينَ» يدفعون عنكم عذاب الله.
ـ
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 8 صفحه : 438