responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 437

(1) - من قرأ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ و من قرأ مودة بينكم في الحياة الدنيا جاز في قوله بينكم إذا نون مودة ضربان (أحدهما) أن يجعله ظرفا متعلقا بالمصدر لأن الظرفين أحدهما من المكان و الآخر من الزمان و إنما الذي يمتنع أن يعلق به إذا كانا ظرفين من الزمان أو ظرفين من المكان فأما إن اختلفا فسائغ فقوله «فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» ظرف زمان‌ لأن المعنى في وقت الحياة الدنيا و لا ذكر في واحد من الظرفين كما إنك إذا قلت لقيت زيدا اليوم في السوق كان كذلك فإن جعلت الظرف الأول صفة للنكرة كان متعلقا بمحذوف و صار فيه ذكر يعود إلى الموصوف فإذا جعلته صفة للمصدر جاز أن يكون قوله «فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا» في موضع حال و العامل فيه الظرف الذي هو صفة للنكرة و فيه ذكر يعود إلى ذي الحال و ذو الحال الضمير الذي في الظرف العائد إلى الموصوف الذي هو مودة و هو هي في المعنى فإن قلت هل يجوز أن يتعلق الظرف الذي قد جاز أن يكون حالا بالمودة مع أنه قد وصف بقوله بينكم قيل لا يمتنع ذلك لأنك إذا وصفته فمعنى الفعل قائم فيه و الظرف يتعلق بمعنى الفعل و إنما الذي يمتنع أن يعمل فيه إذا وصف المفعول به فأما الحال و الظرف فلا يمتنع أن يتعلق كل واحد منهما به و إن كان قد وصف به و قد جاء في الشعر ما يعمل عمل الفعل إذا وصف عاملا في المفعول به و إذا جاز أن يعمل في المفعول به فلا نظر في جواز علمه فيما ذكرناه من الظرف و الحال فمن ذلك قوله:

إذا فاقد خطباء فرخين رجعت # ذكرت سليمى في الخليط المباين‌

و التحقير في ذلك بمنزلة الوصف‌لو قال هذا ضويرب زيدا لقبح كما يقبح ذلك في الصفة و لم يجز ذلك في حال السعة و الاختيار.

المعنى‌

ثم ذكر سبحانه الوعد و الوعيد فقال «يُعَذِّبُ مَنْ يَشََاءُ» معناه أنه المالك للثواب و العقاب و إن كان لا يشاء إلا الحكمة و العدل و ما هو الأحسن من الأفعال فيعذب من يشاء ممن يستحق العقاب «وَ يَرْحَمُ مَنْ يَشََاءُ» ممن هو مستحق للرحمة بأن يغفر له بالتوبة و غير التوبة «وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ» معاشر الخلق أي إليه ترجعون يوم القيامة و القلب هو الرجوع و الرد فمعناه أنكم تردون إلى حال الحياة في الآخرة حيث لا يملك فيه النفع و الضر إلا الله‌

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست