responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 435

(1) - أصناما من حجارة لا تضر و لا تنفع‌ «وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً» أي تفتعلون كذبا بأن تسموا هذه الأوثان آلهة عن السدي و قيل معناه و تصنعون أصناما بأيديكم و سماها إفكا لادعائهم إنها آلهة عن مجاهد و قتادة و أبي علي الجبائي ثم ذكر عجز آلهتهم عن رزق عابديها فقال «إِنَّ اَلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللََّهِ لاََ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً» أي لا يقدرون على أن يرزقوكم و الملك قدرة القادر على ماله أن يتصرف في ماله أتم التصرف و ليس ذلك إلا لله على الحقيقة فإن الإنسان إنما يملك ما يملكه الله تعالى و يأذن له في التصرف فيه فأصل الملك لجميع الأشياء لله تعالى فمن لا يملك أن يرزق غيره لا يستحق العبادة لأن العبادة تجب بأعلى مراتب النعمة و لا يقدر على ذلك غير الله تعالى فلا يستحق العبادة سواه «فَابْتَغُوا عِنْدَ اَللََّهِ اَلرِّزْقَ» أي اطلبوا الرزق من عنده دون من سواه «وَ اُعْبُدُوهُ وَ اُشْكُرُوا لَهُ» على ما أنعم به عليكم من أصول النعم من الحياة و الرزق و غيرهما «إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» أي إلى حكمه تصيرون يوم القيامة فيجازيكم على قدر أعمالكم ثم خاطب العرب فقال‌} «وَ إِنْ تُكَذِّبُوا» أي و إن تكذبوا محمدا ص «فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ» أنبياءهم الذين بعثوا إليهم «وَ مََا عَلَى اَلرَّسُولِ إِلاَّ اَلْبَلاََغُ اَلْمُبِينُ» أي ليس عليه إلا التبليغ الظاهر البين و ليس عليه حمل من أرسل إليه على الإيمان‌} «أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اَللََّهُ اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ» يعني كفار مكة الذين أنكروا البعث و أقروا بأن الله هو الخالق فقال أ و لم يتفكروا فيعلموا كيف أبدأ الله الخلق بعد العدم ثم يعيدهم ثانيا إذا أعدمهم بعد وجودهم قال ابن عباس يريد الخلق الأول و الخلق الآخر «إِنَّ ذََلِكَ عَلَى اَللََّهِ يَسِيرٌ» غير متعذر لأن من قدر على الإنشاء و الابتداء فهو على الإعادة أقدر ثم خاطب محمدا ص فقال‌} «قُلْ» لهؤلاء الكفار «سِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ اَلْخَلْقَ» و تفكروا في آثار من كان فيها قبلكم و إلى أي شي‌ء صار أمرهم لتعتبروا بذلك و يؤديكم ذلك إلى العلم بربكم‌و قيل معناه انظروا و ابحثوا هل تجدون خالقا غير الله فإذا علموا أنه لا خالق ابتداء إلا الله لزمتهم الحجة في الإعادة و هو قوله «ثُمَّ اَللََّهُ يُنْشِئُ اَلنَّشْأَةَ اَلْآخِرَةَ» أي ثم الله الذي خلقها و أنشأ خلقها ابتداء ينشئها نشأة ثانية و معنى الإنشاء الإيجاد من غير سبب «إِنَّ اَللََّهَ» تعالى «عَلى‌ََ كُلِّ شَيْ‌ءٍ قَدِيرٌ» أي إن الله على الإنشاء و الإفناء و الإعادة و على كل شي‌ء يشاؤه قدير.

ـ

نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 8  صفحه : 435
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست