نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 83
(1) - و قال جرير :
بنو المهلب جذ الله دابرهم # أمسوا رمادا فلا أصل و لا طرف
.
المعنى
ثم عطف سبحانه على ما تقدم من قصة موسى و هارون بقصة إبراهيم (ع) فقال «وَ لَقَدْ آتَيْنََا» أي أعطينا « إِبْرََاهِيمَ رُشْدَهُ» يعني الحجج التي توصله إلى الرشد من معرفة الله و توحيده و قيل معناه هداه أي هديناه صغيرا عن قتادة و مجاهد و قيل هو النبوة «مِنْ قَبْلُ» أي من قبل موسى و قيل من قبل محمد ص و القرآن و قيل من قبل بلوغه «وَ كُنََّا بِهِ عََالِمِينَ» أنه أهل لإيتاء الرشد و صالح للنبوة} «إِذْ قََالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ» حين رآهم يعبدون الأصنام «مََا هََذِهِ اَلتَّمََاثِيلُ اَلَّتِي أَنْتُمْ لَهََا عََاكِفُونَ» و العامل في إذ قوله «آتَيْنََا» أي آتينا رشده في ذلك الوقت و التمثال اسم للشيء المصنوع مشبها بخلق من خلق الله و أصله من مثلت الشيء بالشيء إذا شبهته به و اسم ذلك الممثل تمثال و جمعه تماثيل و قيل إنهم جعلوها أمثلة لعلمائهم الذين انقرضوا و قيل إنهم جعلوها أمثلة للأجسام العلوية و المعنى ما هذه الصور التي أنتم مقيمون على عبادتها و روى العياشي بإسناده عن الأصبغ بن نباتة أن عليا (ع) مر بقوم يلعبون الشطرنج فقال ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفونلقد عصيتم الله و رسوله«قََالُوا وَجَدْنََا آبََاءَنََا لَهََا عََابِدِينَ» فاقتدينا بهم اعترفوا بالتقليد إذ لم يجدوا حجة لعبادتهم إياها سوى اتباع الآباء} «قََالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آبََاؤُكُمْ فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ» أي في ذهاب عن الحق ظاهر ذمهم على تقليد الآباء و نسبهم في ذلك إلى الضلال} «قََالُوا أَ جِئْتَنََا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اَللاََّعِبِينَ» معناه أ جاد أنت فيما تقول محق عند نفسك أم لاعب مازح و إنما قالوا ذلك لاستبعادهم إنكار عبادة الأصنام عليهم إذ ألفوا ذلك و اعتادوه} «قََالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ اَلَّذِي فَطَرَهُنَّ» أي بل إلهكم إله السماوات و الأرض الذي خلقهن و ابتدأهن فدل على الله سبحانه بصنعة «وَ أَنَا عَلىََ ذََلِكُمْ مِنَ اَلشََّاهِدِينَ» و معنى هذه الشهادة تحقيق الأخبار و الشاهد الدال على الشيء عن مشاهدة فإبراهيم (ع) شاهد بالحق لأنه دال عليه بما يرجع إلى ثقة المشاهدة ثم أقسم إبراهيم (ع) فقال} «وَ تَاللََّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنََامَكُمْ» أي لأدبرن في بابهم تدبيرا خفيا يسؤكم ذلك و قيل إنما قال ذلك في سر من قومه و لم يسمع ذلك إلا رجل منهم فأفشاه عن قتادة و مجاهد «بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ» أي بعد أن تنطلقوا ذاهبين قالوا كان لهم في كل سنة مجمع و عيد إذا رجعوا منه دخلوا على الأصنام و سجدوا لها فقالوا لإبراهيم (ع) أ لا تخرج معنا فخرج فلما كان ببعض الطريق قال اشتكى رجلي و انصرف «فَجَعَلَهُمْ جُذََاذاً» أي فجعل أصنامهم قطعا قطعا عن
نام کتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 7 صفحه : 83